استمع إلى الملخص
- يوري إيشكيتيدزه يشير إلى انخفاض كبير في صادرات غازبروم إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 80% مقارنة بعام 2021، مع استمرار الطلب في دول أوروبا الشرقية رغم العقوبات.
- تجاوزت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا الصادرات الأميركية لأول مرة منذ نحو عامين في مايو 2024، وسط محاولات الاتحاد الأوروبي للتخلي عن الغاز الروسي واستمرار التوريد عبر أوكرانيا.
ارتفعت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا (دول الاتحاد الأوروبي ومولدوفا) عبر جميع خطوط أنابيب الغاز المصدرة في الأشهر الستة الأولى من عام 2024 بنسبة 27% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 15.4 مليار متر مكعب، وفقاً لما نقلته صحيفة "فيدوموستي" الروسية عن بيانات من شركة غازبروم والشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة نقل الغاز (ENTSOG).
وفي يونيو/ حزيران، زادت الإمدادات بنسبة 23% إلى 2.5 مليار متر مكعب، كما زاد العبور عبر أراضي أوكرانيا على مدى ستة أشهر بنسبة 11%، ليصل إلى 7.7 مليارات متر مكعب. وزاد الضخ عبر خط أنابيب الغاز التركي إلى أوروبا بمقدار 1.5 مرة، ليصل إلى 7.7 مليارات متر مكعب. وفي شهر مايو/أيار، وصلت الصادرات في هذا الاتجاه إلى حجم قياسي بلغ 55.7 مليون متر مكعب.
من جهته يقول يوري إيشكيتيدزه، رئيس قسم المالية بالمدرسة العليا للاقتصاد في الجامعة الوطنية للأبحاث بسانت بطرسبورغ، لـ"العربي الجديد": "بلغت صادرات "غازبروم" من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2021 نحو 145 مليار متر مكعب. وفي عام 2024 ارتفع إلى 15.4 مليار متر مكعب في 6 أشهر، أي ما يقارب 31 مليار متر مكعب على أساس سنوي. وبالمقارنة بعام 2021، نجد أن هناك انخفاضاً كبيراً يقدر بحوالي 80%". وأضاف إيشكيتيدزه: "أعتقد أن دول أوروبا الشرقية، بسبب انخفاض مستوى معيشتها، لا تزال ترغب في شراء غاز أرخص من روسيا على الرغم من العقوبات والعلاقات غير الودية".
وفي شهر مايو/أيار، تجاوزت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا الصادرات الأميركية لأول مرة منذ ما يقرب من عامين، بحسب ما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في وقت سابق، نقلاً عن شركة "إيسيس" الاستشارية. وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تفوقت على روسيا كمورد رئيسي للغاز إلى أوروبا في سبتمبر/أيلول عام 2022، ومنذ عام 2023، قدمت الولايات المتحدة 20% من مجموع واردات الغاز الأوروبية.
ووفقاً لـ"إيسيس" فإن إمدادات الغاز الروسية في شهر مايو/أيار الماضي عن طريق خط الأنابيب في البحر تجاوزت كميات الغاز الأميركي، حيث بلغ حجم صادرات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية 15% من واردات القارة، بينما استحوذ الغاز الأميركي على 14% من إجمالي واردات الغاز الأوروبية، ويعتبر ذلك أدنى مستوى منذ أغسطس/آب عام 2022. ومنذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا وفرض العقوبات على موسكو، يحاول الاتحاد الأوروبي التخلي عن الغاز الروسي، لكن حتى الوقت الراهن هناك دول أوروبية تواصل استلام الغاز الطبيعي الروسي، عبر أنابيب تمر من الأراضي الأوكرانية. وبنهاية العام الجاري سينتهي عقد ترانزيت (نقل) الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
وعلى الرغم من استمرار العملية العسكرية، واصلت شركة "غازبروم" الوفاء بالتزاماتها بموجب العقد المبرم مع شركة "نفتوغاز" الأوكرانية، حيث قامت بتوريد حوالي 15 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً إلى النمسا وسلوفاكيا. ويأتي ذلك في وقت تدرس فيه موسكو وأنقرة مشروع إنشاء مركز للغاز الروسي في تركيا، بهدف تصديره إلى الدول الأوروبية.