هل تغير مجزرة خان شيخون الموقف الأميركي من الأسد

05 ابريل 2017
أبدى ترامب تشددا غير مألوف ضد الأسد (Getty)
+ الخط -

فرضت صور ضحايا المجزرة، التي ارتكبتها قوات نظام بشار الأسد في بلدة خان شيخون في شمال غرب سورية، نفسها على المشهد الإعلامي الأميركي، واحتلت الشاشات لساعات يوم أمس على حساب أخبار المعارك السياسية والإعلامية، وربما الاستخباراتية، بين إدارة الرئيس دونالد ترامب ومعارضيه في واشنطن.

والواضح أن هذا الحضور الإعلامي القوي للمجزرة الجديدة، وتعالي الأصوات المنتقدة لصمت إدارة ترامب، وعدم مسارعتها إلى إعلان موقف، ضيق هامش المناورة أمام الإدارة وساهم بدفع الرئيس الأميركي ووزير خارجيته، ريكس تيليرسون، إلى إعلان موقف قوي في إدانة الجريمة، وحاسما في تحميل المسؤولية المباشرة لنظام بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين السوريين بأسلحة كيماوية.

في حين كان لافتا الدور القوي الذي لعبته المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هالي، في الدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.

وعرضت تصريحات تيليرسون المثيرة للجدل، التي أدلى بها قبل أيام في تركيا عن مسقبل الأسد، إدارة ترامب لانتقادات حادة، حيث رأى السيناتور الجمهوري، جون ماكين، أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي شجعت نظام الأسد وموسكو وطهران على ارتكاب هذه المجزرة بحق الشعب السوري.

وذهبت بعض وجهات النظر إلى ربط توقيت ارتكاب المجزرة الكيماوية بتصريحات تيليرسون، في محاولة واضحة لاستغلال الحرج الذي وقعت به إدارة ترامب، في عملية تصفية الحسابات السياسية الداخلية الأميركية.

ولم يفد إدارة ترامب توجيه أصابع الاتهام لإدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، بالمسؤولية عن بقاء بشار الأسد بسبب تقاعسه وعدم المبادرة للإطاحة به بعد استخدام قواته الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين السوريين في غوطة دمشق عام 2013، متجاوزا بذلك الخط الأحمر الذي سبق ورسمه الرئيس الأميركي.

لكنها اتبعت هذه الحجة بتصعيد حدة الموقف الأميركي من الأسد والروس والإيرانيين، ربما بحدية أكبر وأقوى من اللغة التي اعتمدها خطاب إدارة أوباما، بما يعني الشأن السوري. وعاد مطلب الإطاحة بالأسد بقوة إلى الخطاب الأميركي.

لكن السؤال هو عما يمكن أن يتبع هذا الخطاب الأميركي الجديد الذي فرضته جريمة نظام الأسد الكيماوية؟ هل تحرك هذه الجريمة المدانة دوليا الضمير الأميركي، وتكون فرصة أمام الإدارة الأميركية الجديدة لاستعادة الدور والمبادرة والهيبة في الشرق الأوسط، وفي الساحة السورية تحديدا بعد سنوات من التقهقر الأميركي أمام النفوذين الروسي والإيراني في عدد من الدول العربية؟ وبالتالي هل يقدم ترامب على القيام بالمهمة التي كان على أوباما القيام بها قبل أربع سنوات؟



المساهمون