هل تغير الطائرة الإسرائيلية المعادلات؟

11 فبراير 2018
جنود إسرائيليون في الجولان المحتل (جلال مرعي/ فرانس برس)
+ الخط -
وأخيراً تخلّى النظام السوري عن الاحتفاظ بحق الرد على الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة لمواقعه طوال السنوات الماضية، لترد دفاعاته على أربع طائرات إسرائيلية بنحو 25 صاروخاً دفعة واحدة أسقطت طائرة وأصابت أخرى بحسب رواية النظام، إلا أن الرد السوري جاء هذه المرة على إسقاط إسرائيل طائرة استطلاع إيرانية، الأمر الذي يرجح أن يكون الرد السوري على إسرائيل هو رد إيراني مع غض طرف روسي، يبدو أن الهدف منه تغيير قواعد الاشتباك، بحيث لا تكون هناك من الآن وصاعداً ضربات إسرائيلية في سورية بدون رد. وهو الأمر الذي لن تقبل به إسرائيل على الأرجح، إذ من المتوقع أن تواصل ضرباتها إلى أن يتم صوغ معادلة جديدة تأخذ مخاوفها من الوجود الإيراني في سورية بعين الاعتبار.

وإذا نظرنا إلى السيناريو الذي تم من خلاله استهداف الطائرة الإسرائيلية فمن المرجح أن يكون قد تم استدراج إسرائيل لشن غارة على مطار تي فور بإرسال طائرة الاستطلاع الإيرانية حيث نصب لها كمين وأطلق 25 صاروخاً على الطائرات الإسرائيلية الأربع فأسقطت واحدة وأصيبت أخرى.

وهو حدث يشكل تصعيداً في مسار الحرب السورية التي قد تدخل في منعطفات جديدة مع بروز أوضح للعامل الإسرائيلي – الأميركي في موازاة الحضور الروسي - الإيراني القوي أصلاً، خصوصاً أنه سبقه بأيام استهداف أميركي قوي لقوات تابعة للنظام السوري شرقي البلاد، ذلك وسط تردد الأطراف المختلفة بين التصعيد الردعي أو التهدئة، خشية انزلاق الأمور إلى مواجهات مفتوحة، وإلى حرب دولية كبرى.

وللإجابة عن سؤال من أعطى الضوء الأخضر للنظام السوري لإسقاط الطائرة الإسرائيلية؟ روسيا التي تسيطر على منظومة الدفاع الجوي السورية بالكامل أم إيران التي تسعى إلى إقناع النظام بالتحلل قليلاً من النفوذ الروسي، من المرجح، في مثل هذه الخطوة، أنها تمت بموافقة روسية – إيرانية مشتركة وإن كانت لكل منهما دوافع مختلفة، إذ تعتبر روسيا المواجهة الحالية امتداداً لمواجهة أكبر مع الولايات المتحدة، واختباراً لإرادتها، بينما تسعى إيران إلى اختبار رد الفعل الإسرائيلي، وصولاً إلى محاولة إرساء قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل، ووضع حد لضرباتها المتكررة، خصوصاً أن تلك الضربات باتت تركز على الأهداف الإيرانية في سورية، أكثر من أي شيء آخر.

 

دلالات