في دراسة حديثة شاركت بها دول من الشرق الأوسط وأوروبا وحوض البحر المتوسط، تتبين حقائق مذهلة عن قتل الطيور بصورة غير قانونية أو غير مشروعة، تتسبب بها دول حوض المتوسط أكثر من غيرها.
وبينما شملت الدراسة 563 نوعاً من أنواع الطيور، يظهر أنّ 40 نوعاً من الطيور الأكثر عرضة للتنكيل والقتل من دون مبرر، تشارك بقتلها 17 دولة يأتي على رأسها لبنان. ويليه بحسب التسلسل التنازلي كلٌّ من إيطاليا وسورية وليبيا ومصر وقبرص وإسبانيا وتونس وكرواتيا والبرتغال وألبانيا والجزائر واليونان وصربيا ومالطا ومونتينيغرو والمغرب.
وبالعودة إلى لبنان فإنّه وحده ينفرد بقتل ثلاثة أنواع هي النعار السوري والباشق الشرقي والعقاب الرقطاء الصغرى. وتنفرد إيطاليا بقتل العصفور الذهبي العرف. وتنفرد سورية بقتل دوري البحر الميت. وتنفرد قبرص بقتل أبو بليق القبرصي والهازجة القبرصية. فيما تنفرد إسبانيا بقتل العقاب الإمبراطوري الإسباني وعقاب بونللي. وأخيراً، تنفرد اليونان بقتل صقر إليونورا.
أما أهم الطيور المصطادة من حيث العدد فهي: الدوري المنزلي (4927000)، الصلنج (2844000)، التيّان (1700000)، السمنة المغردة (1312000)، الترغل (1235000)، المطوق (950000)، عصفور مويت المروج (720000)، الزرزور (714000)، الحسون (633000)، وأبو الحن (567000).
أما الأنواع المهددة بخطر الانقراض على المستوى العالمي والمشمولة ضمن الأربعين نوعاً، فهي العقاب الإمبراطوري الإسباني، والنعار السوري، والحبارى، والبط الحمراوي، والحدأة الحمراء، وحجل الصخر، والكروان.
ينتشر النعار السوري في لبنان وسورية والأردن وعند المثلث الفلسطيني اللبناني السوري في جبل الشيخ. لكنّه أكثر عدداً في لبنان. وبما أنّ عدداً قليلاً يقتل منه في لبنان فمن الطبيعي أن يصبح الأخير هو المتسبب بتدهور النوع. لكنّ هنالك أمراً مهماً، وهو يكمن في أنّ الصيد في لبنان ممنوع بتاتاً. وبناء عليه فإنّ اصطياد أيّ نوع ولو كان طريدة مسموح صيدها في الدول الأخرى هو عملية صيد أو قتل غير مشروع. وهذا هو السبب الرئيسي وراء اعتلاء لبنان المرتبة الأولى في قتل الطيور بصورة غير قانونية.
كذلك، نجد أنّ قبرص ومالطا، اللتين اشتهرتا بكونهما مقبرة للطيور، احتلتا المرتبتين السادسة عشرة والخامسة عشرة على التوالي. لكنّ ذلك يعود إلى أنّ عدد أنواع الطيورالمسموح بصيدها في هاتين الدولتين هو فرضياً أكبر مما هو مسموح بصيده في لبنان. كما أنّ فترة الصيد التي تضمّ فصل الربيع هي أطول مما في دول أخرى.
*اختصاصي في علم الطيور البريّة
اقرأ أيضاً: الصيد المسؤول في لبنان