هدنة الزبداني مستمرة رغم خروق النظام

عبسي سميسم (العربي الجديد)
عبسي سميسم
عبسي سميسم. صحافي سوري؛ مدير مكتب سورية في موقع وصحيفة "العربي الجديد".
28 سبتمبر 2015
92A3D5A2-004A-4B0F-8471-74E80C0E0F9D
+ الخط -

يشير توقيت الخرق الذي قامت به قوات النظام السوري لهدنة الزبداني-الفوعة، إلى تذمر النظام من موضوع الهدنة وحرجه الشديد أمام أنصاره من إقصاء إيران الكامل له في موضوع الهدنة وإظهاره أمامهم بمظهر المنفّذ فقط، لما تتفق عليه مع فصائل المعارضة المسلحة. ويبدو أن النظام أراد من خرق الهدنة أن يوجّه رسالة إلى مؤيديه وإيران، في الوقت نفسه، أنه لا يزال موجوداً وقادراً على التأثير، وأنه يستطيع، في أي وقت، خلط الأوراق ولو من خلال قصف المدنيين في مناطق تنفيذ الهدنة. في المقابل وعلى الرغم من الخرق الكبير الذي قام به النظام ليل، أمس السبت، يبدو أن طرفي الهدنة لا يزال لديهما النية في استكمال المفاوضات لاستمرارها.

وفي الوقت الذي شهدت فيه جبهات ريف إدلب، خرقاً للهدنة من النظام بقصف مدينة تفتناز الواقعة ضمن منطقة الهدنة، الأمر الذي دفع المعارضة للرد عليه، فإن جبهات الزبداني ومضايا في ريف دمشق، حافظت على هدوئها هناك، منذ ظهيرة الأحد الماضي، إذ دخلت هدنة مؤقتة يومين حيز التنفيذ.

كما شهدت مدينة سراقب، بعد الإعلان، عن بدء تنفيذ الهدنة، تظاهرة كبيرة قُطعت فيه الطريق الدولي الذي يمر قرب سراقب، احتجاجاً على شمول الهدنة بعض المناطق في ريف إدلب واستثناء مناطق أخرى، الأمر الذي تم تفسيره على أنه مساعدة للنظام في تركيز قصفه على تلك المناطق غير الداخلة في الهدنة.

وعلى الرغم من ردود الفعل الغاضبة الشعبية وحتى من بعض الفصائل على خرق الهدنة والتي أوحت أن الهدنة انتهت فعلياً، إلا أن بيانات "جيش الفتح" تُظهر أن هناك محاولة للحفاظ على الهدنة والرد على الخرق بمثله، إذ أصدر "جيش الفتح"، فجر أمس الأحد، بياناً حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، قال فيه إن "قوات النظام الأسدي المجرم قامت، مساء السبت، بقصف مدينة تفتناز في ريف إدلب، بستة براميل متفجرة، أدت إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الآمنين في بيوتهم".

وأضاف البيان أنه "في ظل هذا الاعتداء السافر الذي سبقه قصف النظام لمدينة سراقب، وارتكابه مجزرة في حي الوعر الحمصي بقصفه مدينة ملاهي راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء بين شهيد وجريح، فقد قام جيش الفتح بالرد بالمثل وقصف قوات النظام وحزب اللات في الفوعة وكفريا". وختم البيان الذي أصدرته "اللجنة العليا في جيش الفتح" أن الخرق "أظهر عدم اكتراث النظام لأمن مؤيديه وتفريطه فيهم، وعجزه على الالتزام بأي اتفاق أو عهد".

اقرأ أيضاً: هدوءٌ حذر بالفوعة.. و"جيش الفتح": النظام يعبث بأمن مؤيديه

وفي ريف إدلب الشمالي، أكد مدير "تنسيقية مدينة بنش" الناشط الإعلامي محمد قدور، لـ"العربي الجديد"، أن "الهدوء عاد، منذ نحو الثالثة فجر أمس الأحد، لجبهات كفريا والفوعة، بعد أن قصفها جيش الفتح بمختلف أنواع المدفعية والقذائف المحلية الصنع، عقب إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة أدت إلى سقوط شهداء وجرحى في تفتناز".

وقال قدور المتواجد في بنش، أقرب بلدة تسيطر عليها المعارضة على تخوم الفوعة وكفريا، إن "الكلام الذي سمعناه من قيادي في جيش الفتح يشير إلى أن قصف الفوعة وكفريا، هو رد على استهداف النظام لتفتناز، ولا يعني انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً".

من جهته، أوضح ابو اليزيد تفتناز، وهو من "المكتب الإعلامي لأحرار الشام-إدارة المعارك"، أن "ما جرى، مساء السبت، هو أن طائرة مروحية للنظام ألقت برميلين متفجرين على بلدة تفتناز ثم اتبعتهما بأربعة براميل متتالية على البلدة، الأمر الذي أدى لاستشهاد تسعة أشخاص بينهم الناشط الإعلامي عبادة غزال، فضلاً عن إصابة عشرين شخصاً بجروح".

وأضاف تفتناز، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "بعد قصف النظام مباشرة تم تجهيز المدافع من قبل جيش الفتح، وبدأ باستهداف الفوعة بصواريخ الفيل والمدافع الثقيلة، ثم هدأ الوضع نحو الثانية ليلاً". وأعلن أن "جيش الفتح أصدر بياناً أوضح فيه أنه قصف الفوعة وكفريا رداً على قصف النظام للمدنيين الآمنين، ولم يُعلن فيه إنهاء الهدنة، بل كان تحرك جيش الفتح وبيانه للتأكيد أنه قادر على الرد على تجاوزات النظام بأي وقت".

وتعليقاً على هذا الأمر، رأى الرئيس التنفيذي لحزب "الجمهورية" السوري، محمد صبرة، أن "إيران تحاول من خلال الهدنة بصورتها الحالية، تصوير الثورة السورية وكأنها صراع بين مليشيات طائفية معولمة أو بين القاعدة كجهة يُراد لها أن تكون ممثلة للسنّة، وذلك من خلال إعلان شخص غير سوري وينتمي لتنظيم عالمي هو القاعدة عن الهدنة من طرف جيش الفتح، وإيران والمليشيات الشيعية باعتبارها ممثلة للشيعة".

وأوضح أن "هذه الهدنة كما تُصوّر تأتي في وقت يستمر التمدد الإيراني بشكل مرفوض ومريب في المنطقة بكاملها"، متسائلاً: "ما الذي يضمن لنا بعد هذه الهدنة ألا تطالب إيران بالجلوس بدلاً عن الحوثيين في اليمن بمواجهة الحكومة اليمنية الشرعية؟ وما الذي يضمن لنا بألا تطالب إيران بتمثيل الشيعة في السعودية والكويت والإمارات؟"، معتبراً أن "هذا الأمر يعني تفتيتاً كاملاً للمنطقة وإدخالها في صراعات مذهبية لن تنتهي ولا يمكن أن تنتهي".

اقرأ أيضاً: محتجون يطالبون المعارضة بتوسيع بنود هدنة كفريا والفوعة

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
فك الاشتباك جندي إسرائيلي عند حاجز في القنيطرة، 11 أغسطس 2020 (جلاء مرعي/فرانس برس)

سياسة

تمضي إسرائيل في التوغل والتحصينات في المنطقة منزوعة السلاح بين الأراضي السورية ومرتفعات الجولان المحتلة، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974.
الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.