بعد 24 ساعة من هجوم طالبان على مطار مدينة قندهار جنوبي أفغانستان، أعلنت السلطات الأفغانية أن الهجوم انتهى بمقتل 37 شخصاً وتسعة مهاجمين. فيما تتحدث التقارير الواردة من إقليم "هرات" (غرب أفغانستان) وإقليم "ننجرهار" في شرق البلاد، أن المواجهات الداخلية بين الجماعات المسلحة أدت إلى مقتل 123 مسلحاً.
وبينما تقول وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان لها، إن الهجوم أدى إلى مقتل 37 مدنياً مقابل تسعة مسلحين وأسر أحدهم، تكشف مصادر طبية في المدينة أن المستشفيات استقبلت 48 جثة بينهم أطفال ورجال أمن.
بدوره، يقول مسؤول في الجيش الأفغاني الجنرال داود شاه وفادارإن 14 مسلحاً دخلوا مساء أمس إلى المطار، وتحصنوا في ثلاثة مواقع هي: المدرسة والسوق القريبان منه، ومسكن العاملين فيه، وبدؤوا يهاجمون مواقع قوات الأمن داخله. كما أكد الجنرال أن المهاجمين حاولوا قتل مسؤول كبير في الجيش، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، مشيراً إلى مقتل جندي من الجيش وإصابة ثلاثة آخرين بجراح.
في المقابل، تدعي طالبان أن الهجوم كبد قوات الأمن الأفغانية خسائر بشرية فادحة، بالإضافة إلى تدمير عشرات السيارات والمدرعات التابعة لقوات الأمن.
اقرأ أيضاً: الأمن الجزائري يلاحق إرهابيين خططوا لاستهداف مهرجان الفيلم المتوسطي
في هذه الأثناء، تقول مصادر قبلية إن المعارك الداخلية بين أنصار طالبان بزعامة الملا أختر منصور، وأنصار الملا محمد رسول زعيم الجماعة المنشقة عن طالبان متواصلة لليوم الثاني على التوالي، وأفادت بأن عدد القتلى ووصل إلى 100.
كما أضافت المصادر ذاتها، أن مئات الأسر من سكان المنطقة، تركت منازلها، بسبب احتدام المعارك بين الجماعتين المتناحرتين، موضحة أن مئات المسلحين وصلوا إلى المنطقة ويخشى من ارتفاع وتيرة المعارك.
إلى ذلك، قتل 23 مسلحاً في معارك عنيفة بين مقاتلي طالبان ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في مديرية "شبرهار" بإقليم "ننجرهار" شرق أفغانستان. والمعارك متواصلة حيث يستخدم الطرفان أسلحة ثقيلة وخفيفة.
ويأتي هجوم طالبان على مطار قندهار، الذي يعد الأكبر من نوعه منذ شهور، في سياق المواجهات الداخلية العنيفة بين فصائل المسلحين، وفي وقت جرت فيه مباحثات مهمة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد بشأن المصالحة الأفغانية، شارك فيها الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس الوزراء الوزراء الباكستاني نواز شريف، وذلك على هامش أعمال المؤتمر الوزراي الخامس لـ"مجموعة قلب آسيا لعملية إسطنبول" التي انتهت مساء اليوم.
وأكدت كابول وإسلام أباد على مواصلة التعاون بهذا الصدد، بينما تؤكد مصادر أفغانية أن الرئيس الأفغاني كرر مطلبه بقيام إسلام أباد بتشدد مراقبتها ضد الجماعات المسلحة التي تعبث بأمن أفغانستان ولها مراكز في باكستان.
اقرأ أيضاً: البرلمان العراقي يدين تدخّل تركيا..وتحرّكات لطرد سفيرها