استطاع الهاوي الفلسطيني محمد أبو مساعد صناعة أول قوس وسهم عبر استخدام الخشب ومخلفات الحيوانات والأسماك، ليعيد ذكريات مضت وأشياء لم تعد ضمن تركيز الناس، أملاً في إحياء رياضة تراثية قديمة وهي الرماية.
محمد أبو مساعد، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يعمل مدرساً، وبدأ تركيزه على هوايته قبل ثلاث سنوات، ويوضح أنّ رياضة الرماية شارفت على الاندثار لذلك يعمل من أجل إعادتها للواجهة من جديد.
وتمكن أبو مساعد من صناعة أول قوس وسهم بعد جهد عام كامل، وطوّره بمواصفات عربية اعتمدت على الخامات الطبيعية، بدافع الهواية والفضول الذي لازمه منذ الصغر. غير أنه بذل جهوداً كبيرة نتيجة عدم وجود مراجع أو أي مخطوطات عربية تتحدث عن طريقة صناعة القوس والسهم.
وأوضح أبو مساعد لـ"العربي الجديد": "تعرفت في الفضاء الإلكتروني على مجموعة من الأصدقاء العرب وغيرهم وجميعهم ساهموا في مساعدتي بصناعة القوس بطريقة عربية صحيحة"، مبيناً أنّ رياضة الرماية بالقوس تتميز بالمتعة وتعمل على تفريغ الانفعالات لدى الشخص الممارس وعلى زيادة التركيز.
وذكر أنّ القوس الفلسطيني العربي الذي تمكن من صناعته يتكون من خشب وقرون الحيوانات ومزيج من أعصابها، يتم تجميعها بواسطة غراء طبيعي يتم استخراجه بطريقة ما من أمعاء الأسماك، مشيراً إلى أنّ بعض المكونات تحتاج لطريقة غلي لوقت طويل من الساعات بدرجة حرارة خاصة.
واستغرق أبو مساعد في صناعة القوس الواحد أكثر من عام، ويعبّر عن أمله في إعادة نشر هذه الرياضة مستشهدا بالتاريخ الإسلامي الذي يزخر بالرماة، وأن تزيد حالة الوعي في الأندية الفلسطينية والعمل على إشراك الشباب وحثهم على الرماية.
وأكد محمد أنه توجه إلى كافة الجهات الرسمية باحثاً عن بيئة حاضنة تهتم بصناعته، غير أنه لم يجد آذاناً صاغية، مرجحاً عدم الاهتمام بها لعدم وجود نضج كافٍ حول تلك الهواية والصناعة المرافقة لها، وعدم الدراية بأهميتها.
وقال: "هذه الرياضة تعيش حالة من الظلم الكبير وهي من الرياضات الفردية المميزة، وبها نستطيع أن نمثل فلسطين في الكثير من المنصات الدولية"، مشيراً إلى أنه تمكن من خلال صفحته عبر التواصل الاجتماعي من التواصل مع الكثير من الرماة والهواة ومن بينهم من دولة قطر ومصر والمغرب والأردن.
ويعمل أبو مساعد حالياً على تدريب مجموعة من الشبان، أملاً في إعادة الاعتبار للرياضة. وأنجز بالفعل صناعة العشرات من الأقواس لتفعيل رياضة الرماية من خلال الدورات التي يجري التحضير لها.