نقطة الزيت من المغرب إلى باريس

28 أكتوبر 2014
كريمات للوجه والجسم (Getty)
+ الخط -
لو اشتريت، مثلاً، قلم كحل قيمته يورو واحد فقط، سأحصل على هديتي التقليدية التي تتبدّل كل مرة أذهب فيها للتسوّق: حقيبة علب ماكياج، دفتر ملاحظات أنيق، محفظة هاتف محمول، إضافة إلى النقاط الشرائية التي تتيح لإحدانا الحصول على هدية قيّمة، تختارها من منتجات المحل، حين تصل إلى نقطة شرائية معينة.

كانت الصبية الشقراء تحدثني متباهية عن مرهم لتقوية الشعر أنّه من زيت الأرغان المغربي. تلك المنتجات المائلة إلى اللون البني التي صرت شبه مهووسة باقتنائها، كريمات للوجه، لليدين، للجسم، وشامبوهات للشعر. 
وكما أصبح الكسكس والطاجن من معالم المطبخ في فرنسا، صار زيت الأرغان أحد عناصر مواد تجميل السيدات الفرنسيات.
زيت الأرغان، المستخرج من شجرة الأرغان أو الأركان، استخدمته النساء الأمازيغيات للعناية بالبشرة والشعر والأظافر، وصار معروفاً في معالجة شدّ البشرة والتخلّص من التجاعيد على البطن والفخذين. ربما لا يكون الحديث عن هذا الزيت جديداً وقد ذاعت شهرته في أوروبا وأميركا، لكن الجديد هو العرض الذي قدمته لي البائعة: ثلاث عبوات هي زيت استحمام وماسك للشعر وماسك للوجه، بسعر عبوة واحدة! إنّه العرض الذي حصلت عليه لقاء "إخلاصي" للمحل. فلو كنت في سورية الآن، هل كنت لأحظى بالتعرف على هذا الاكتشاف، إذ لا نزال نحن السوريات، والحلبيات خصوصاً، نتباهى بسحر صابون الغار الأخضر. لا يزال المشرق والمغرب العربيان، ثقافة شرقية تسحر الغربيين، لهذا يكتبون على هذه المنتجات عبارات تعريفية تسويقية: زيت الاستحمام الشرقي، المسّاج الشرقي، الحمام الشرقي، التدليك الشرقي. إنّها سطوة الشرق بتواطؤ غربي خافت.
سائل الذهب المغربي، كما يُسمّى، يغوي الفرنسيات، قاطعاً رحلته الطويلة من أشجار منطقة "سوس" حتى صالونات التجميل في باريس. كلما أمسكت بالعبوة شعرت بأنني أمسك بيد امرأة حضّرت هذا الزيت لتستخدمه نساء يعتنين بأيديهن، بينما هي، صانعته، تتشقق يداها بالعمل. وأحسّ أنّ شمس المغرب تشرق في باريس لتعتني ببشرة المقيمات في الغرب.


دلالات
المساهمون