جاءت من سورية إلى لبنان مع بناتها الخمس وابنها الشاب. لم تقبل أن تدع ابنها يعمل وحده ليعيل الأسرة. هذا برأيها ليس واجبه وحده. من حقها أيضاً الاختيار. قررت العمل. استأجرت محلاً في محيط سكنها. باتت تملك محلاً لبيع الفول والفلافل في المحيط. لم يتقبّل محيطها هذه الخطوة، ولا سيما أنها تعيش ضمن إطار شعبي. لم تأبه. تابعت، وبات الكل يعرفها. كسرت نمطية تفكير تقليدي وتحدّت محيطها. استطاعت مع الوقت أن تغيّر في مواقف واتجاهات الناس تجاه عمل النساء ونوعية هذا العمل خارج المنزل. هذه السيدة أُميّة. لم تسمع بحياتها عن الجندر، لكنها كرّسته. هذه المرأة قوية.
****
أحبته وأنجبت منه طفلاً خارج إطار الزواج. طلب منها إجهاض الجنين. رفضت. اتفقت معه على إجراء عقد زواج صوري كي تستطيع الحصول لطفلها على حقوق المواطنة والحق بالجنسية. هي لبنانية ووالد الطفل أجنبي. لا تستطيع منح جنسيتها لطفلها. تزوجا. طلقّا وعاد إلى بلده. خاضت معركة دامت سنتين من أجل الحصول على جنسية لابنها. تعيش الآن كأم عزباء. تربي طفلها وحدها. اختارت تحدي النُّظُم والعادات الأسرية. لا تعرف شيئاً عن الحراك النسوي والمطالبة بحقوق النساء. لكنها ببساطة اختارت وصمّمت وناضلت. هي بالطبع إمرأة قوية.
****
هي لا تريد الإنجاب. هذا جسدها وهذا قرارها. سئمت ممّن يسألها بشكل مستمر "مخبيتيلنا شي؟" (هل تخبئين لنا مفاجأة؟ بالإشارة إلى طفل). تريد أن تصرخ بهم: "أتركوا جسدي وشأنه"، لكنها تكتفي بالابتسام وتمضي. يظنون أنها أنانية. هناك من يعتقد أن لديها مشاكل "نسائية". هي ببساطة اختارت تحدي النظم والعادات. الزواج ليس مدخلاً للإنجاب. لا تريد ببساطة أن تصبح أماً. قد لا تكون ناشطة نسوية. لكنها بالتأكيد إمرأة قوية.
****
أنهت دراستها في لبنان، وقررت السفر إلى بلد أوروبي لاستكمال تعليمها. أصبحت دكتورة بعمر الـ30 عاماً. كثيراً ما سمعت كلاماً ضمن محيط أسرتها مفاده أن العلم والشهادات يقللان من فرصها بالزواج. تشعر أمها بكثير من الفخر، لكن شعور الفخر لا يجعلها سعيدة. تتمنى أن ترى ابنتها عروساً. وضعت هذه المرأة هدفها أمامها وسعت لتحقيقه. لم يردعها أو يخيفها حكم المجتمع. يقال عنها الكثير، لكنها سعيدة بما حققته. هذه المرأة بالتأكيد إمرأة قوية.
****
ليت المساحة المخصصة لهذا المقال غير محدودة، لما اكتفيت من مشاركة قصص وأخبار عن نساء قويات من مجتمعنا. كثيرات هن النساء في مجتمعنا اللواتي لم يحتجن الجمعيات النسائية أو تمويل الجمعيات الدولية من أجل الدفاع عن حقهن بالخيار. هن نساء قويات اتخذن قرارات بناءً على خيارات شخصية. قرارات لا تشبه السائد. لكنهن استطعن إحداث تغيير وكسر النمط التقليدي.
(ناشطة نسوية)
****
أحبته وأنجبت منه طفلاً خارج إطار الزواج. طلب منها إجهاض الجنين. رفضت. اتفقت معه على إجراء عقد زواج صوري كي تستطيع الحصول لطفلها على حقوق المواطنة والحق بالجنسية. هي لبنانية ووالد الطفل أجنبي. لا تستطيع منح جنسيتها لطفلها. تزوجا. طلقّا وعاد إلى بلده. خاضت معركة دامت سنتين من أجل الحصول على جنسية لابنها. تعيش الآن كأم عزباء. تربي طفلها وحدها. اختارت تحدي النُّظُم والعادات الأسرية. لا تعرف شيئاً عن الحراك النسوي والمطالبة بحقوق النساء. لكنها ببساطة اختارت وصمّمت وناضلت. هي بالطبع إمرأة قوية.
****
هي لا تريد الإنجاب. هذا جسدها وهذا قرارها. سئمت ممّن يسألها بشكل مستمر "مخبيتيلنا شي؟" (هل تخبئين لنا مفاجأة؟ بالإشارة إلى طفل). تريد أن تصرخ بهم: "أتركوا جسدي وشأنه"، لكنها تكتفي بالابتسام وتمضي. يظنون أنها أنانية. هناك من يعتقد أن لديها مشاكل "نسائية". هي ببساطة اختارت تحدي النظم والعادات. الزواج ليس مدخلاً للإنجاب. لا تريد ببساطة أن تصبح أماً. قد لا تكون ناشطة نسوية. لكنها بالتأكيد إمرأة قوية.
****
أنهت دراستها في لبنان، وقررت السفر إلى بلد أوروبي لاستكمال تعليمها. أصبحت دكتورة بعمر الـ30 عاماً. كثيراً ما سمعت كلاماً ضمن محيط أسرتها مفاده أن العلم والشهادات يقللان من فرصها بالزواج. تشعر أمها بكثير من الفخر، لكن شعور الفخر لا يجعلها سعيدة. تتمنى أن ترى ابنتها عروساً. وضعت هذه المرأة هدفها أمامها وسعت لتحقيقه. لم يردعها أو يخيفها حكم المجتمع. يقال عنها الكثير، لكنها سعيدة بما حققته. هذه المرأة بالتأكيد إمرأة قوية.
****
ليت المساحة المخصصة لهذا المقال غير محدودة، لما اكتفيت من مشاركة قصص وأخبار عن نساء قويات من مجتمعنا. كثيرات هن النساء في مجتمعنا اللواتي لم يحتجن الجمعيات النسائية أو تمويل الجمعيات الدولية من أجل الدفاع عن حقهن بالخيار. هن نساء قويات اتخذن قرارات بناءً على خيارات شخصية. قرارات لا تشبه السائد. لكنهن استطعن إحداث تغيير وكسر النمط التقليدي.
(ناشطة نسوية)