نذير محمد يفضّل حياة القهر في باكستان

22 نوفمبر 2017
تضايقه الشرطة وتبتزه (رسم: أنس عوض)
+ الخط -

يعيش اللاجئ الأفغاني نذير محمد (30 عاماً)، في إحدى ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، في قرية صغيرة من الطين معروفة باسم كتشي أباد، أي حي الطين. ويواجه هو وأسرته صعوبات كبيرة ومشاكل خصوصاً في موسم البرد والأمطار، إذ تبقى المياه داخل المنازل طوال أيام عديدة بل أحياناً طوال أشهر.

لجأت أسرة نذير إلى باكستان قبل 35 عاماً وعاشت في عدد من المخيمات في شمال غرب البلاد. واجهت كلّ أنواع العناء في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في هذه القرية الطينية وتبني فيها بيتاً، لتتخلص من الإيجار الشهري. لكنّ المشكلة الرئيسية التي تواجهها هذه الأسرة حالياً هي ضغوط الشرطة الباكستانية عليها وعلى جميع اللاجئين هناك وملاحقتهم.

يقول نذير محمد إنّ من الضغوط التي يواجهها هؤلاء في باكستان تعامل الشرطة السيئ معهم، فرجال الشرطة يأتون إلى منازلهم في بعض الأحيان ويقودونهم إلى مراكز التحقيق بدعوى أنّهم لاجئون أفغان يعيشون بصورة غير قانونية، على الرغم من امتلاكهم بطاقات هوية منحتها لهم الحكومة الباكستانية بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان.

يضيف: "أنا وجميع أشقائي ولدنا في مخيمات اللاجئين الأفغان في شمال غرب باكستان. والدي حاول أن يرسلنا إلى المدرسة منذ صغرنا لكنّ الفقر منعه. مات والدي قبل ثلاثة أعوام هنا في باكستان". يطلب الشاب من الحكومة الباكستانية الالتفات إلى مشاكلهم، لا سيما تعامل الشرطة معهم "نحن أناس فقراء نكسب بشق الأنفس قوت العيال في سوق الفواكه، حيث نشتغل من الصباح حتى المساء. وعند المساء يحضر رجال الشرطة وينتشرون في أرجاء السوق للبحث عن اللاجئين الأفغان وكأنّهم فريسة يطاردونها".

تبتزهم الشرطة وتأخذ منهم المال بالرغم من القليل الذي يكسبونه. تلاحقهم أحياناً داخل منازلهم وتضربهم وتجرهم إلى السيارات لأخذهم إلى مراكز الشرطة في سبيل المال، بحسب ما يقول.
ومن المشاكل الرئيسية للاجئين عدم توفر الماء الصالح للشرب أو الاستخدام، فيضطرون إلى نقل المياه من أماكن بعيدة. كذلك، تتسبب المياه غير الصالحة للشرب في انتشار الأمراض بينهم، خصوصاً في موسم الصيف، إذ يكثر البعوض. ولا تتوفر الكهرباء أيضاً في المكان فيعانون من الحرّ والبرد.

مع كلّ هذا القهر الذي يعيشه، يريد نذير محمد أن يبقى في باكستان حاله حال أشقائه الأربعة وآلاف اللاجئين الأفغان، فهنا اعتادوا على هذه الحياة، أما في أفغانستان فيخشون من الوضع الأمني الذي يشبه المجهول بالنسبة إليهم.
المساهمون