نبيل الحلو وصوفيا هادي.. مونودراما السقوط

20 يناير 2020
صوفيا هادي في مشهد من المسرحية
+ الخط -

لطالما سمحت رواية "السقوط" للروائي الفرنسي ألبير كامو، بالنظر إلى شكلها وطبيعة المونولغات الطويلة فيها، للمخرجين المسرحيين باقتباسها بسهولة للخشبة، فهي نص درامي فلسفي ومكثف تتحدث فيه الشخصية على نحو اعترافيّ لتتناول قضايا الضمير والذنب والبراءة والحقيقة والعدم.

كانت رواية "السقوط" (بعض الترجمات العربية نقلتها تحت عنوان "السقطة") والتي صدرت عام 1956، آخر عمل روائي كتبه صاحب "الغريب"، ويدور حول شخصية القاضي جان باتيست كلامانس، الذي يروي سيرة حياته لشخص غريب، هو القارئ أو المتلقي.

المخرج المغربي نبيل الحلو (1945)، يعود إلى رواية كامو هذه، ويقدمها تحت عنوان "الانهيار" على خشبة "المسرح الوطني محمد الخامس" في الرباط، عند الثامنة من مساء الخميس، 23 من الشهر الجاري.

تؤدي الفنانة المغربية صوفيا هادي (زوجة المخرج) دور القاضي كلامانس، ويقضي الجمهور ساعتين من المونودراما التي تدور أحداثها في فترة سقوط باريس خلال الحرب العالمية الثانية، غير أن سقوط المدينة يتصادى مع سقوط منظومة القيم والأخلاق الإنسانية، وبين هذين الخطين تدور حوارية باتجاه واحد تديرها شخصية القاضي مع الغريب (المتلقي) الذي يسمعه.

كان اختيار رواية كامو للمسرح رغبة الممثلة صوفيا هادي نفسها، فالنص بحسب تصريح سابق للمخرج "خطاب سياسي وإنساني يحمل الأفكار التي نرغب في قولها"، واصفاً أداء هادي بأنها: "تشخص دوراً ذكورياً بكامل أنوثتها وإحساسها و جمالها كممثلة قبل أي شيء".

هذه ليست المرة الأولى التي تجسد فيها صوفيا دوراً مكتوباً لشخصية رجل، فقد سبق وأن مثلت دور أفلاطون في مسرحية "محاكمة سقراط"، التي كتبها الحلو وأخرجها عام 1996، كما جسدت دور "الإمبراطور شريشماتوري"، في مسرحية أخرى للحلو.


المساهمون