يعاني النازحون الوافدون إلى مخيم واشوكاني قرب بلدة توينه عند المدخل الغربي لمدينة الحسكة شمال غرب سورية، من غياب الخدمات الأساسية نظرا لعمليات الاستجابة الضعيفة وتراجع دور المنظمات الإنسانية. وإلى الآن لم يجهز المخيم الواقع في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بالصرف الصحي أو بأرضية تمنع غرق الخيام، فضلا عن وجود نازحين آخرين يترقبون دخول واشوكاني.
وقالت مديرة المخيم فريال أحمد لـ"العربي الجديد": "المخيم أقيم من أجل إسعاف النازحين وحتى الآن، لم تقدم مساعدات للنازحين ولم يجهز بأرضية مناسبة، وهناك نازحون ينتظرون خارجه بسبب عدم وجود شواغر، والمنظمات التي تأتي للمخيم تكتفي فقط بالتصوير دون تقديم شيء للنازحين"، وطالبت بتدخل المنظمات الحقوقية والإنسانية لتقديم يد العون للنازحين".
وأضافت: "نحن نعمل على التنسيق مع الجمعيات المحلية لتغطية مستلزمات النازحين البسيطة، وفقا لإمكانيات هذه الجمعيات المحدودة، ونحاول مساعدة الناس هنا على العيش بأمان، هناك أطفال مرضى في المخيم، ومن بينهم حالات ربما عجزت المشافي عن علاجها فالوضع في المخيم يسوء يوما بعد يوم، والأطباء هنا متخصصون بالحالات الإسعافية، والعيادات أيضا هي عيادات إسعافية".
وبشأن الطلاب أوضحت "تضم المدارس في الحسكة نازحين كثرا ولا يمكن إخراجهم في الوقت الحالي وإحضارهم إلى هنا، فالوضع صعب، ونحن نعمل على تأهيل وبناء مدرسة لهذا الأمر، وسيتم خلال الفترة المقبلة توزيع مدافئ على النازحين وتزويد المخيم بمولدات الكهرباء".
وتقول النازحة من رأس العين خديجة أم محمود، إن أطفالها الثلاثة داخل المخيم مرضى بسبب البرد الشديد، ولا تتوفر على سكر لتعد الشاي لهم في الصباح، فهم معتادون عليه على الفطور، وتتقاسم مع بعض الجارات القريبات منها في المخيم المعلبات والوجبات الغذائية، مشيرة بحديثها لـ"العربي الجديد" إلى أن الوضع سيئ داخل المخيم، وليست لديها الأغطية الكافية أو الملابس المناسبة للأطفال لتحمل البرد، وقدمت لهم إدارة المخيم بعض الأغطية والأفرشة لكنها غير كافية.
كما اشتكى النازح خضر الأحمد من الخدمات الطبية في المخيم موضحا لـ"العربي الجديد" أن المستوصف صغير جدا، وفي أغلب الأحيان يكون الطبيب المناوب غير موجود، وقال: "الأولاد مرضى على الدوام، لديّ اربعة أطفال يعانون من الزكام والبرد، وقلة الطعام، تأتي بعض المنظمات وتزودنا بالغذاء لكنه في الحقيقة غير كاف أبدا، عليهم مساعدتنا وتقديم يد العون لنا، وخاصة في هذه الظروف الصعبة".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تجاوز عدد النازحين داخل المخيم 800 عائلة، أو نحو 5700 نسمة، معظمهم نازحون من مناطق رأس العين وتل أبيض، يعيشون ظروفا إنسانية صعبة، ويعمل الهلال الأحمر الكردي على استيعاب المرضى داخل المخيم، إلى جانب منظمات محلية تقدم المساعدات لهم ضمن إمكانيات محدودة.