نازحو درعا: النظام السوري وروسيا مجرمان قد يضرباننا بالطيران

26 يونيو 2018
يبتعدون عن المناطق المشتعلة عسكريا (تويتر)
+ الخط -
يهرب النازحون السوريون من المناطق المشتعلة عسكريا في درعا إلى الأكثر أمنا في العمق، بعيداً عن خط النار والقصف الجوي والمدفعي المتواصل على بلداتهم، إذ أصبحت بلدات صيدا والمتاعية والمنطقة الحرة في معبر نصيب الحدودي مع الأردن هي ملاذهم الحالي.

وأكدت منظمات محلية، أن عدد النازحين الذين قدموا إلى المنطقة تجاوز سبعين ألفا، مع استمرار قدوم آخرين من مدن وبلدات "الحراك وبصر الحرير والمليحة الشرقية والغربية ومليحة العطش وصما وناحتة"، مع موجة نزوح داخلية في مدينة درعا، إذ التجأ الأهالي فيها إلى الأراضي الزراعية القريبة والحقول.

ويتحدث أبو إياد الحوراني وهو من سكان درعا، أن "المحنة تجمع أهالي حوران حاليا، فمعظم العائلات في البلدات القريبة فتحت بيوتها أمام النازحين، وكل بيت يضم عائلتين أو أكثر إضافة لأهله، كما افتتحت المدارس وتم تنظيفها، إضافة إلى مرافق عامة أخرى، إذ سكنت بها عائلات لم تستوعبها المنازل".

ويقول لـ "العربي الجديد": "نحن اليوم بمأمن عن القصف هنا في المناطق البعيدة عن الجبهات، لكن ربما ينتهي غدا أو بعده الهدوء، ويصبح حالنا كحال أهلنا وإخوتنا في المناطق التي تدمرها آلة حقد النظام وروسيا، ضميرنا يمنعنا من تركهم، أو أن يقيموا في العراء أمام أعيننا، ما يكفينا من طعام يكفيهم، والمنازل تتسع لهم كما تتسع القلوب".

وتصف سعدية التي وصلت إلى المنطقة الحرة قرب معبر نصيب الحدودي مع الأردن ما شهدته فيها من تجمع للنازحين قائلة لـ"العربي الجديد": "الأعداد هائلة والناس فوق بعضها البعض، أفضل شيء أحضرناه معنا خلال خروجنا من المدينة هو البطانيات والأغطية، وعاد زوجي وابني الكبير وأحضرا ما ننام عليه، أعددت لهم الشاي بعد جمع القليل من الحطب ليشربوه بعد انتهائهم من بناء الخمية التي ستكون بيتا مؤقتا لنا، صنعوها من شراشف وأغطية وبعض الأخشاب وشدّوها ببعض الحبال وثبتوا الجوانب بالحجارة، ونرجو من الله ألا تطول المعارك وأن يتوقف القصف، كي نعود إلى منازلنا".

ويعرب محمود أبو خالد وهو يقيم قريباً من الحدود السورية ـ الأردنية، عن تخوفه من امتداد القصف والغارات إلى المناطق القريبة من الشريط الحدودي مع الأردن، ويقول: "مصيبة قد تحصل إذا امتد القصف إلى هذه المناطق، النظام وروسيا مجرمان قد يضربان بالطيران، وقد تحصل مجازر لا سمح الله".

ويتابع السبعيني أبو خالد لـ"العربي الجديد"، أنّ "أياما صعبة مرت علينا، لم أترك بيتي رغما عني طوال حياتي وهذه أول مرة أفعلها، ضربته ثلاث قذائف مدفعية، أمر محزن دفعني للبكاء، ابني الكبير بقي في المدينة وأنا حاليًا مع ابني الأصغر وابنتيّ وأحفادي، ندعو الله أن تمضي هذه المحنة على الجميع وأن يتم تجاوزها".

أما النازح من بصر الحرير علي أبو تركي (50 عامًا)، فيشير إلى أنّه ذهب إلى بلدة قريبة من الشريط الحدودي مع الأردن، وهو الآن يقيم عند قريب له، وينتظر أن تهدأ المعارك، ولا يخفي تخوفه أن يهاجم النظام مدن وبلدات درعا كافة بالطيران الحربي، مردفًا لـ"العربي الجديد" أنّه رأى الاستنفار الأمني الشديد لحرس الحدود الأردني. ويضيف "الكل خائف من عبور الشريط الحدودي حاليًا، لكن في حال حدوث أي هجوم للنظام على المناطق الآمنة ليس هناك حلّ سوى اقتحام هذا الشريط والعبور إلى الأردن، ولتتحمل المنظمات الدولية والعالم مأساتنا".

وكان الدفاع المدني في محافظة درعا أعلن أن كوادره "لم تتمكن من الوصول إلى المناطق المستهدفة من شدة وتيرة القصف". كما حذّرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب؛ في وقت أعلن الأردن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.

كما ذكر مجلس محافظة درعا قبل أيام، أنّ عدد سكان درعا وريفها حوالى مليون نسمة، وقد نزح منهم خلال أسبوع، أكثر من ثمانين ألف مدني، فرّوا من مناطقهم نحو مناطق أقل خطراً في درعا والقنيطرة.

المساهمون