نازحون إلى الشيخ مقصود... قصص من المأساة السورية

30 نوفمبر 2016
النزوح من أحياء حلب مستمر(جواد الرافعي/ الأناضول)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي يستمر وصول النازحين السوريين من أحياء حلب الشرقية إلى حي الشيخ مقصود، والذي تسيطر عليه قوات حماية الشعب الكردية، حتى تجاوزت أعدادهم الستة آلاف نازح.

وتعاني الجمعيات والفعاليات الإغاثية في الحي من قلة الإمكانات، وعدم قدرتها على إغاثة تلك الأعداد الكبيرة من النازحين. يقول أبو عمر، النازح من حي الصاخور إلى الشيخ مقصود إنه "بعد وصولنا إلى هنا وضعونا في مدرسة، نحن في هذه المدرسة نحو ألف شخص بين نساء وأطفال وشيوخ، كلنا نفترش الأرض منذ يومين. لا يوجد فرش والجو بارد جداً، نلف أنفسنا بالأغطية وننتظر. حظينا ببعض الخبز لا أكثر، وليس هناك حمامات كافية، ولا ألبسة، ولا مواد تنظيف. يقولون لنا إنهم ينتظرون المساعدات، حالنا كان ولا زال يُبكي الحجر".

ويضيف "قتل ابن أخي قبل يوم من خروجنا، لم أذهب إلى دفنه، ولم أعلم عن مصيرهم شيئاً منذ أن خرجت".

وعن حال سائر النازحين يوضح أبو عمر أنه "لكل واحد هنا قصة مأساوية، الشيخ الذي يجلس إلى جانبي لديه ولد معتقل منذ سنوات، والثلاثة الآخرون يقاتلون، ولا يعرف عن مصيرهم شيئاً، جاء إلى هنا وحيداً. وقبل قليل خرجت امرأة لتطرق أبواب المنازل في الحي علّها تجد حليباً لولدها. هناك عشرات الأطفال يقفزون منذ الصباح في الرواق ليشعروا بالدفء بعد أن ازرقت أطرافهم من البرد".






من جانبها، أطلقت مؤسسات الإدارة الكردية في الحي، والفعاليات التابعة لها عشرات النداءات والمناشدات للأمم المتحدة حتى ترسل مساعدات مستعجلة للنازحين هناك.

وتعد منطقة الشيخ مقصود المعقل الرئيسي لوحدات "حماية الشعب" الكردية في مدينة حلب، وهي من أكبر أحياء المدينة، وتقبع على تلة عالية شمالي المدينة. ويعدّ الحي معزولاً عن كل من مناطق سيطرة المعارضة والنظام في حلب، ويعاني سكانه من الفقر وقلة المنتجات.

من جانب آخر، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن "عدداً كبيراً من أهالي حلب الذين لم يتمكنوا من الهرب أثناء تقدم قوات النظام في أحيائهم، اعتقلوا على يد قوات النظام وحلفائه من المليشيات، مشيرة إلى أن مصير أغلبهم لا يزال مجهولا".

وذكرت الشبكة تلقيها معلومات عن عمليات إعدام خارج نطاق القانون، وجرائم اغتصاب لعدد من النساء قام بها عناصر تابعون لجيش النظام، مشيرة إلى أنها لا تزال في طور التحري وجمع الأدلة عنها.

وأعربت عن تخوُّفها على مصير جميع المدنيين الذين وقعوا تحت سيطرة قوات النظام والمليشيات، من تعرضهم للاعتقال والاختفاء القسري وعمليات الإعدام. وطالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومكتب المبعوث الأممي إلى سورية، ومجلس الأمن، بالقيام بدور حيوي للكشف عن مصيرهم، وضمان الحصول على حريتهم، وتجنيبهم ردات الفعل الانتقامية الوحشية، منعاً لتكرار مأساة حي بابا عمرو في حمص.




المساهمون