اقتحم نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي وعضو الليكود موشيه فيغلين برفقة 150 مستوطناً باحات المسجد الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال، صباح اليوم الاثنين، حفاة بلا نعال، وأقاموا صلوات تلمودية كما تقتضي طقوسهم الدينية الخاصة، احتفاء بما يسمى بـ"عيد العرش" اليهودي.
وسبق عملية الاقتحام التي نفذها فيغلين، استباحة المسجد الأقصى والاعتداء بالضرب على كبار السن، ثم سارعت قوات الاحتلال إلى محاصرة المعتكفين داخل المسجد القبلي، إذ أغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية، وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت على من بداخله، ما أوقع عشرات الإصابات ما بين الاختناق والجروح.
وتخلل عملية الحصار، تحطيم نافذة المسجد من ناحيته الشرقية، والتسبب بحريق أصاب قطع السجاد عند مدخل المسجد. ولم تكتفِ قوات الاحتلال بذلك بل اعتلى جنودها سطح المسجد وسطح المتحف الإسلامي.
وأفاد حراس الأقصى لـ"العربي الجديد"، بأن نحو 150 متطرفاً اقتحموا الأقصى، بينما اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على عدد من موظفي الأوقاف الذين مُنعوا من دخول المسجد لدى محاولتهم الدخول من باب المجلس في شارع الواد، فيما مُنعت طواقم الإسعاف من الوصول للجرحى.
كما وقعت اشتباكات في منطقة باب حطة شمالي المسجد الأقصى بين المرابطين وجنود الاحتلال، الذين اعتدوا على النساء بالضرب.
في حين أكد حراس المسجد الأقصى لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال استدعت وحدة خاصة مقنّعة قوامها نحو 30 عنصراً وأدخلتها إلى باحات الأقصى، ويخشى أن يكون ذلك تمهيداً لاقتحام المسجد القبلي.
كما أغلقت شرطة الاحتلال بالقوة سوق القطانين في بلدة القدس القديمة، والمتاخم للمسجد الأقصى، ومنعت العشرات من أصحاب المحال التجارية من فتح محلاتهم، بسبب اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد.
وحمّل مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، سلطات الاحتلال المسؤولية عن جريمة تدنيس الأقصى واقتحامه واعتدائها على المصلين، مناشداً شعوب الأمتين العربية والإسلامية التحرك بسرعة لإنقاذ الأقصى.
من جهة أخرى، تعطلت الدراسة في عدد من مدارس بلدة القدس القديمة المتاخمة للأقصى، خاصة مدرسة الأيتام بفرعيها الأكاديمي والصناعي، بسبب حواجز الاحتلال المنتشرة بكثافة في محيط هذه المدارس، واعتقلت شرطة الاحتلال أحد الفتية من داخل البلدة القديمة بدعوى رشقه الحجارة على أفرادها.
ومنعت قوات الاحتلال من تقل أعمارهم عن 60 عاماً من دخول ساحات الأقصى، إذ انتشرت بأعداد كبيرة فيها، بينما تشهد مناطق عديدة داخل بلدة القدس القديمة مواجهات ضد قوات الاحتلال في محيط البوابات الرئيسة.
وكان ما يسمى بـ"اتحاد أمناء الهيكل"(ائتلاف لجماعات جماعة يهودية متطرفة) أصدر ليل الأحد، بياناً حمل فيه بشدة على شرطة الاحتلال لمنع أتباع هذا الاتحاد أمس من اقتحام الأقصى، كما حملوا بعنف على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واتهموه بالتخاذل أمام المسلمين، مؤكدين أن اقتحاماتهم للأقصى ستتواصل حتى تخليصه من أيدي الغرباء، في إشارة للأوقاف الإسلامية.