كان الأستاذ غير المتفرغ في قسم "الميكروبيولوجي" والمناعة في جامعة عين شمس، الدكتور علي ذكي، أوّل من اكتشف فيروس "كورونا" خلال عمله في السعودية، قبل أن يفاجئ بعد أربعة أشهر بالتحقيق معه من قبل وزارة الصحة، وإنهاء عقد عمله أثناء وجوده في مصر.
* كيف تعاملت وزارة الصحة السعودية مع أبحاثك العلميّة والفيروسات التي اكتشفتها؟
- تعرضتُ لهجوم شديد في كل مرّة نجحت فيها في تشخيص فيروس وذلك منذ العام 1993، حين أسّست معملاً للفيروسات في مستشفى الدكتور سليمان الفقيه الخاصة. في البداية، نجحتُ في تشخيص فيروس Dengue الذي يؤدي إلى حمى نزيفية تفضي إلى الموت. ثم اكتشفت فيروساً قاتلاً ينتقل من الخراف إلى البشر يسمى "الخرمة"، وهو مسجل باسمي في مركز اميركي هو "التحكم في الأمراض والوقاية منها".
وشاءت الصدفة أن اكتشف فيروس "كورونا" بعد احتجاز أحد المرضى في مستشفى سليمان الفقيه في 13 يونيو/حزيران 2012. كان يعاني التهاباً رئوياً حاداً وفشلا كلوياً، وقد توفي بعد أسبوعين. وبعد إجراء البحث اللازم وإرسال عيّنة من المريض إلى وزارة الصحة كإجراء روتيني، تبيّن أن المريض لم يكن مصاباً بفيروس أنفلونزا الخنازير. ثم أرسلت عينة أخرى إلى معهد "أراسموس" الهولندي، الذي تأخر في الرد، لكنني استطعت اكتشاف أن الفيروس من عائلة كورونا، الأمر الذي عاد وأكده المعهد في الثامن من أغسطس/ آب من العام نفسه.
نشرت ورقة بحثية حول "كورونا" في العشرين من سبتمبر/أيلول على الموقع الإلكتروني "بروميد"، المتخصص في الابلاغ عن الأمراض المعدية حول العالم.
* قال وزير الصحة السعودي عادل بن محمد بن عبد القادر فقيه في ذلك الوقت إنك أرسلت العينة من دون الرجوع إلى الوزارة، ما حرمهم من براءة الاختراع. فما هو ردك؟
- ترسل المستشفيات السعودية عينات للتشخيص إلى خارج المملكة من دون الرجوع إلى المسؤولين. كما أنني أرسلت للوزارة العينة نفسها. فلماذا لم ينجحوا في تشخيصها؟
لا يُعيب السعودية أن يتم نسب هذا الاكتشاف إلى طبيب مصري يعمل لديها. لا أعلم سبب رفضها تسمية الفيروس باسمها، وإن كنت أرى أن هذا خسارة كبيرة وخصوصاً أنه يضيف إلى الدولة المكتشفة. وأجزم أن هذا الاكتشاف ساعد السعودية لاحقاً في سرعة تشخيص الفيروس والوقاية منه، بعكس فيروس "السارس".
* كيف علمت بقرار الاستغناء عنك؟
- بعد نشر اكتشاف الفيروس على "بروميد"، تم تهديد مدير المستشفى الذي اتصل بي وأخبرني أنني سأتسبب في اغلاقها. بعدها، حققوا معي. وصودف أننا ذهبت إلى مصر لقضاء إجازتي، ليخبرني المدير أنه مضطر إلى إنهاء عقد عملي.
* كيف ترى تطور الفيروس منذ اكتشافه عام 2012 حتّى الآن؟
- هناك تتطور كبير حدث في الفيروس مؤخراً. فخلال الأشهر الماضية، بدأ ينتشر بسرعة كبيرة ومفاجئة. ويعود ذلك إلى أن بعض المرضى الذين يطلق عليهم Super spreader، ينشرون الفيروس بسرعة أكبر. وللأسف، انتشر الفيروس بين القائمين على الخدمة الطبية كالأطباء والممرضين، في ظل عدم غياب الاحتياطات اللازمة. ويبدو أن الفيروس بات ينتقل من إنسان إلى آخر بسهولة أكثر.
* هل تابعت أبحاثك حول الفيروس بعد رجوعك إلى مصر؟
- لا. أجريت أبحاثي في السعودية فقط.