تمايلت المُسنّة فاطمة بارود إلى جانب رفيقتها فاطمة زقوت على أنغام أغنية "يا حلالي يا مالي"، بعد أداء السلام الوطني والعروض الكشفية، خلال احتفال ترفيهي للمسنين، اليوم الأربعاء، وقد ظهرت على ملامحهما، التي حفر فيهما الزمن خطوطه، علامات الفرح.
ونالت العروض الفنية وفقرات المهرجّين إعجاب المسنين الذين تفاعلوا معها، خلال المهرجان الترفيهي والتكريمي لهم، الذي نظمه نشطاء شباب في مركز الوفاء لرعاية المسنين بمدينة الزهراء وسط قطاع غزة، وذلك بمناسبة عيد الأم.
ولم تفارق البسمة وجوه الحاضرين خلال الفقرات المتنوعة التي قدمتها مجموعة فرق كشفية وفلكلورية ومسرحية، إذ تفاعلوا معها وعبروا في أحاديث منفصلة لـ "العربي الجديد" عن سعادتهم بالأنشطة الترفيهية التي يتم تنظيمها بين الفينة والأخرى، والتي تجدد نشاطهم، وتمنحهم المزيد من الأمل.
وتقول المُسنة فاطمة بارود التي تتلقى الرعاية في المركز منذ أربعة سنوات، لـ"العربي الجديد"، إنها سعدت بالفقرات التي تم تقديمها خلال المهرجان، مضيفة: "كسرت تلك العروض الروتين اليومي، وجددت الأمل لنا بالحياة، إلى جانب أنها شغلتنا عن التفكير بآلامنا (..) نشعر أن المشاركين هم أبناؤنا الذين حرمنا منهم في عيد الأم".
كذلك عَبّرت المُسنة فاطمة زقوت عن سعادتها بالفقرات الفنية، موضحة أن المسنين يعانون ويلات الألم والمرض والفراق والوحدة، وتضيف: "تشعرنا الفعاليات الترفيهية التي يتم تنظيمها بالدفء والاطمئنان، نشعر أن أحداً يتذكرنا ويهتم بنا".
ويوافقها في الرأي المُسن محمد النجار من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الذي بدت السعادة واضحة على ملامحه ونججت أن تنسيه ولو لحين ألم المرض، وكلك الأمر بالنسبة للمُسن سالم القاضي الذي قضى ما يزيد على عشرة أعوام في المركز، مبيناً أن الأنشطة الفنية والترفيهية تروح عنهم، وتكسبهم المزيد من القوة.
من ناحيته؛ يوضح منسق الاحتفال الترفيهي والتكريمي للمسنين، محمد أبو رجيلة، لـ "العربي الجديد" أن الاحتفال يأتي بمناسبة يوم الأم، ويتم تنظيمه للعام العاشر على التوالي بهدف إسعاد المسنين، وكسر الروتين اليومي، علاوة على مدّهم بالأمل وإشعارهم بأن لهم أبناء يحيطون بهم في كل المناسبات.
كاميرا "العربي الجديد" في الاحتفال: