السيدة البيروتية وهي تخرج من الدكان تتسوق كعادتها اليومية، تبدو أبعد ما تكون عن مونديال روسيا 2018 ومنافساته، بالرغم من أنّها تمرّ من بين أعلام لمنتخبات منافسة. هي تفكر بكثير من المشاكل المعيشية والأزمات التي يعيشها البلد الصغير باستمرار، وربما تفكر أكثر بطعام العشاء الذي تنوي تجهيزه لأبنائها بعد عودتهم من العمل.
لكنّ الوقت وقت مونديال، وبيروت، ومعها كلّ لبنان، يعيش هذه الأجواء من خلال الأعلام والشعارات والحضور الكثيف في المقاهي وأمام الشاشات في المنازل، خصوصاً أنّ المشاهدين حظوا بنقل مباشر محلي عبر تلفزيون لبنان، ولم ينتظروا القناة الحصرية المفتوحة التي تنقل قسماً من المباريات فقط.
في لبنان، الجميع تقريباً يتحدث لغة كرة القدم خلال فترة المونديال، وحتى من ليس لهم أيّ علاقة باللعبة من قريب أو بعيد يجدون تأييداً لهم في المونديال مستندين إلى موقف سياسي معين.
في اللقطة، يظهر من بين أعلام المنتخبات الكبرى كالبرازيل وألمانيا، علما مصر والمغرب. يتحدث بعض الشبان في الشارع الذي يقع فيه هذا الدكان لـ"العربي الجديد" أنّ مباريات المنتخبات العربية في المونديال، خصوصاً مصر والمغرب، التي شاهدوها أمام المقهى الوحيد هناك، شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً وتشجيعاً، وكذلك شهدت مباريات إيران.
هو حماس كبير يسلب العقول، ويدفع إلى التساؤل: ماذا لو وصل لبنان في يوم ما إلى المونديال؟
(العربي الجديد)