دعت الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، إلى ضرورة أن تسيطر قوات النظام السوري على الأراضي التي سيخرج منها الأميركيون في شرق سورية، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن جميع قوات بلاده سوف تغادر سورية، بعد أن أنهت مهمّتها في القضاء على تنظيم "داعش".
ويرى مراقبون في التصريح الروسي، أنّه موجّه إلى تركيا أكثر ممّا هو إلى النظام السوري الذي يتلقّى الأوامر منها، أو الولايات المتحدة التي تعتزم مغادرة المنطقة.
وتعليقاً على ذلك، قال رئيس الدائرة الإعلامية في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد رمضان: "إن الموقف الروسي ليس جديداً، لأن الروس ما زالوا يعتبرون أنفسهم في تحالف سياسي وميداني مع النظام السوري وإيران".
واعتبر رمضان، أن "ما تفعله روسيا يساعد على تمدّد النفوذ المليشياتي الإيراني تحت غطاء دعم النظام السوري، وهو ما سوف يعيد إنتاج صورة البطش والاستبداد".
وأضاف المسؤول السوري، أن الروس يدركون بهذا التحالف أنّهم ينقلبون على نتائج مباحثات أستانة وسوتشي وينقلبون على العملية السياسية برمّتها، لأن إعادة سيطرة النظام السوري لا تعني إعادة سيطرة الدولة بل المليشيا.
وفيما يخص التحالف الروسي التركي، أوضح رمضان أن تحالف روسيا الرئيسي مع النظام السوري وإيران، وليس لها تحالف مع أنقرة، وإنّما تفاهم فرضه الواقع السياسي والميداني، لافتاً إلى أن الروس يعطون الأولوية لتحالفهم مع النظام وإيران أكثر من تفاهمهم مع تركيا.
وأشار رمضان، إلى أن ترامب أحدث تغييراً بالمشهد السياسي عندما قرّر بشكل مفاجئ مغادرة سورية، موضحاً أنّه فرض على الجميع إعادة النظر بمواقفهم.
وأوضح أنّ الولايات المتحدة حتى تنسحب دون إحداث فراغ كبير ليس أمامها إلّا التفاهم مع تركيا، مشدّداً على أن روسيا أمام فرصة لإعادة النظر بمواقفها وعدم الاستمرار بتحالفها مع النظام وإيران، لأن ذلك سيكون المستنقع الذي ستقع فيه روسيا مستقبلاً.