ظهر دور مواقع التواصل جلياً خلال إعصار "هارفي" الذي يضرب الولايات المتحدة، إذ طلب المئات من سكان تكساس الذين تقطعت بهم السبل المساعدة يوم الأحد من خلال "فيسبوك" و"تويتر"، وقاموا بتغريد عناوينهم ليراها مسؤولو الطوارئ، ونظموا بعثات الإنقاذ من خلال مجموعات "فيسبوك"، ونشروا صوراً مروعة للتأكيد على مدى ارتفاع مياه الفيضانات.
ووفق "سي إن إن" استجاب بعض المسؤولين على وجه الخصوص على شبكة الإنترنت للطلبات فوراً. وكان هذا النوع من الاستجابة لحالات الطوارئ على شبكة الإنترنت شائعاً في بلدان أخرى، إلا أنه لم يكن بهذه القوة في الولايات المتحدة. وكان أكبر إعصار ضرب البلاد يعود لسنة 2005، وفي ذلك الوقت لم يكن موقع "تويتر" قد ظهر بعد.
واعتمد الكثير من السكان على التلفزيون والراديو المحليين للحصول على المعلومات، ولكنهم اعتمدوا أكثر على هواتفهم الذكية لطلب المساعدة.
وفي أجزاء كثيرة من المدينة والمجمّعات المحيطة بها، واصلت أبراج الهاتف الخلوية العمل رغم الأمطار الغزيرة. لذلك كان المواطنون قادرين على قراءة التحديثات من المسؤولين المحليين ونشر التحديثات الخاصة بهم. وكان هذا هو السبب في تكدّس طلبات الإنقاذ العاجلة على صفحات "فيسبوك".
وكتبت إحدى المغرّدات في "تويتر": "عائلتي لا تزال تنتظر الإنقاذ من المياه. لا يمكن أن تجد سقفاً"، وكتبت عنوان العائلة، وتمت إعادة نشر الرسالة من قبل الآلاف من الأشخاص.
وقام رئيس شرطة هيوستن بإرسال تلك الرسائل، وعلى مدار اليوم واصل التغريد بآخر التحديثات ومقاطع الفيديو الحية من جميع أنحاء المنطقة.
كما استخدم مسؤولون آخرون "تويتر" كمكبر صوت من أجل إبلاغ فرق الإنقاذ بحالات تحتاج المساعدة الفورية. لتثبت مواقع التواصل قوتها في إنقاذ الأرواح.
والكثير من المصادر كانت من "تويتر"، فشكلت الرسائل القصيرة مثالاً لهذا النوع من الحوادث في حالات الطوارئ. وبإمكان المواطنين في أية لحظة الدخول إلى وسم "هارفي" من أجل البحث عن الأخبار، كما أن صفحة "مومنتس" التابعة للموقع تنشر باستمرار معلومات كثيرة وجديدة.
ووسائل الإعلام الإخبارية التقليدية تبذل قصارى جهدها لتوفير أكبر قدر من التغطية المتعمقة من هارفي، لكن العدد الهائل من المستخدمين الموصولين بمجتمع "رديت" يحصلون على معلومات في الوقت الحقيقي لا تقدر بثمن، يقول موقع "ماشابل" التقني.
واستضافت مجموعة /r/houston في "رديت" هذه المعلومات، ووفق الموقع هي حالياً أفضل مكان للعثور على التحديثات، ليس فقط تلك التي تخص الأحداث الجوية ذات الصلة بـ"هارفي" والأضرار، بل كذلك يعتبر مورداً كبيراً لخدمات الطوارئ والإنقاذ.