مهندستان من غزة تبتكران حجارة صديقة للبيئة

19 مارس 2016
المهندستان مجد وروان وابتكارهما (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -



لم يقف الحصار الإسرائيلي عائقاً أمام طموح المهندستين الفلسطينيتين مجد المشهراوي وروان عبد اللطيف، من أجل تحقيق حلمهما، والعمل على تصنيع حجر بناء صديق للبيئة، يتمتع بالقدرة على عزل الصوت والحرارة ومضاد للحرائق.

واستخدمت الغزيتان الرماد والأسمنت، كبديل عن الرمل وحصمة البناء، بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى التي تشكل براءة اختراع بالنسبة لهما في عملية تصنيع الحجارة، والتي استغرقت نحو عام وأربعة أشهر بين البحث والتجارب العملية.

وأطلقت المهندستان اسم غرين كيك "Green Cake" على اختراعهما، والمقصود بالاسم المكون من قسمين: Green اللون الأخضر والذي يرمز للمنتجات الصديقة للبيئة، Cake لأن الحجر مفرغ ويشبه الكيك في كمية الفراغات بداخله.

وتقول عبد اللطيف لـ "العربي الجديد" إن فكرة المشروع قامت على أساس إنتاج أحجار بناء صديقة للبيئة، وخفيفة للوزن، وأقل تكلفة من الحجارة التقليدية، وذات جودة عالية تساهم في تحسين طبيعة المباني والمساكن في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: إيمان عميرة.. فن فلسطيني صديق للبيئة

وتوضح أنها حرصت وزميلتها في عملية اختيار مشروعهما، على فكرة تعملان من خلالها على إيجاد بدائل صديقة للبيئة في المجال الهندسي، ووقع الاختيار على فكرة الأحجار، كونها تعتبر الأسوأ بين أصناف مواد البناء الموجودة في الأسواق الغزية.

وتشير عبد اللطيف إلى أنّ المكون الأساسي في الحجر هو الرماد الناتج عن حرق الخشب لتوليد التيار الكهربائي، والذي توجد منه كميات ضخمة في العالم، مع وجود صعوبة في كيفية التخلص منها، حيث تبلغ نسبة الرماد التي يجري دفنها في باطن الأرض بنحو 60 في المائة.

وتبين عبد اللطيف أنها لجأت وزميلتها إلى اعتماد تجارب خاصة بالمواد لمعرفة مكونات وطبيعة عمل كل مادة داخل الحجر، ووضع النسب الملائمة للخروج بنتيجة تتناسب مع المعايير والشروط اللازمة للحصول على المنتج بشكله النهائي.

وعن سبل التغلب على نقص الرماد في القطاع، لفتت إلى نيتهما في استيراد الرماد الموجود في دولة الاحتلال بعد الحصول على الموافقات اللازمة، كونه من المواد التي لا تحظر السلطات الإسرائيلية دخولها إلى القطاع، من أجل استخدامه في تصنيع الحجارة.

من جانبها، تؤكد المشهراوي لـ"العربي الجديد"، أنها وزميلتها أجرتا العديد من المحاولات والتجارب العملية في عدد من معامل ومصانع إنتاج الحجارة في القطاع، للحصول على الجودة والصلابة المطلوبة التي تتوافق مع معايير مواد البناء، مشيرة إلى أن نجاح التجربة سيمكنهما من إنتاجه بكميات ضخمة، وطرحه في الأسواق بعد الحصول على براءة الاختراع من المؤسسات المختصة في القطاع.

ولفتت إلى التسجيل في مسابقة منتدى ريادة الأعمال التابع لمعهد "ماساتشوستس" التقني، والذي يهتم بالأفكار الريادية في العالم العربي، إذ يُعد مشروع أحجار البناء هو الوحيد فلسطينياً في قسم الأفكار الريادية بالمسابقة.

وعن أبرز الصعوبات التي واجهت المهندستين خلال تنفيذ المشروع، أوضحت المشهراوي أنّ نقص الرماد الموجود في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، والاعتماد على مواد أخرى كالفخار وغيرها من أجل إتمام التجربة العملية للحصول على الحجر المطلوب، إضافة إلى غياب الخبراء الذين يفسرون أسباب تعرض الحجر للانهيار في مراحل التجارب الأولى، وعدم الدراية الكافية بالعديد من العناصر المكونة للحجارة ودور كل منها.

وتعكف المشهراوي وعبد اللطيف على إتمام كافة الإجراءات الرسمية في القطاع، للحصول على براءة ابتكار من المؤسسات الحكومية المختصة، للبدء في تدشين أول خط إنتاج للحجارة الصديقة للبيئة في غزة، وطرحه في الأسواق الغزية كبديل عن الحجارة التقليدية.

اقرأ أيضاً: تصنيع بلاستيك حيوي رخيص وصديق للبيئة

دلالات
المساهمون