رسمياً، نفى المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده أمس الإثنين، صحة وجود أي وساطة عراقية من هذا القبيل، وقال صراحة إن طهران لم تضع في جعبة صالح أي رسالة خاصة ليحملها معه إلى الرياض.
وبغضّ النظر عن صحّة ذلك من عدمه، لكنّ الرئيس العراقي، الذي التقى أبرز المسؤولين الإيرانيين يتقدّمهم المرشد علي خامنئي، كان حريصاً على إصدار تصريحات تؤشّر على وجود مهمة جديدة تعني العراق نفسه هذه المرة. ومع أنّ المسؤولين الإيرانيين ركّزوا على مسائل عديدة من قبيل ضرورة دعم "الحشد الشعبي" والوقوف بوجه ما وصفوه بـ"المؤامرات الأميركية" و"الحذر من زيادة الفتنة بين العراقيين أو خلق شرخ بينهم وبين طهران"، كان صالح في المقابل حريصاً للغاية على الحديث عن الدور الذي يستطيع العراق أداءه في المنطقة، إلى جانب تأكيده ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية مع إيران، البلد الجار الذي لا يمكن فصله عن المعادلات الداخلية العراقية.
ودعا صالح من طهران أيضاً لتشكيل ما وصفه بالمنظومة الإقليمية التي من شأنها رفع مستوى التعاون بين دول المنطقة بما يصبّ في صالح شعوبها، وفقاً للتعبير الذي استخدمه، مشيراً إلى الدور الهام الذي من الممكن أن يؤديه العراق فيها، بل وطالب بتحويل العراق إلى ساحة تجمع بين دول المنطقة، بدلاً من كونه ساحة نزاع وصراع بين قواها وأطرافها المؤثرة.
كل ذلك يُقرأ في ساحة التحليل على أنه محاولة لنقل دور الرئيس العراقي من شكله النمطي الذي كان عليه طيلة السنوات الماضية، ليتحوّل من منصب شكلي إلى آخر ذي ثقل سياسي. فمهمّة صالح التي بدت واضحة وصريحة من طهران وصلت إلى دول إقليمية أخرى مجاورة، وهو ما قد يصبّ في صالح تعزيز دوره سياسياً.