يقول بسام بخوف في اتصال هاتفي مشفّر مع أخيه: "لم يعد أمامي متسع من الوقت. لقد أخذوا صفوان من أمامي. أنقذني بأيّة طريقة. أحتاج إلى 150 ألف ليرة سورية (نحو 530 دولاراً أميركياً) للوصول إلى تركيا، ومن هناك سأعبر إلى مقدونيا مثل الجميع".
بهذه الطريقة تبدأ رحلة لجوء شاب سوري يترك خلفه عائلته. ينطلق يوم الأحد الماضي في 30 أغسطس/ آب بالقرب من مدينة طرطوس على الساحل السوري. يأمل بسام أن يتمكن المهرّب من إدخاله مع مجموعة أخرى من اللاجئين عبر الحدود التركية. وفي تلك النقطة بالذات "تسقط مسؤولية المهرّب الداخلي"، ويصبح قطع الحدود على عاتق بسام وغيره، بحسب المهرّب "إ. ن.".
"مساعدة وليس تهريباً"
في الاتصال الهاتفي نفسه، يقول "إ. ن." الذي عاد للتو من مدينة أزمير التركية مروراً باليونان والمجر: "هناك فوضى حقيقية في وصف ما يجري. كنت بنفسي في سورية قبل أسبوعين. الوضع مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. عدا عن البراميل التي تلقى، أنت أمام مأساة تعيشها مناطق بكاملها. وإن كان بسام في طرطوس يبدو وضعه آمناً على السطح فالواقع مختلف ويخفي الكثير".
يعترف "إ. ن." لـ"العربي الجديد" بأنّه يعمل في تهريب البشر منذ عام 2012. لا يطلق هذه التسمية على عمله بل هي "مساعدة بعض السوريين للوصول إلى أوروبا"، وفق رأيه. قبل أشهر أخبرنا عن مسار التهريب من إيطاليا إلى ألمانيا، لكنّه اليوم "ينوّع مساراته".
في المقابل، تظهر رحلة بسام بعض التفاصيل التي تشير إلى أسباب غرق الهاربين من جحيم حرب سورية، أو تجمعهم في محطة قطارات بودابست، التي تحولت إلى "معسكر لاجئين".
صفوان كان طالباً في جامعة تشرين، نشط في الحراك المدني السلمي بداية الثورة السورية، ولم يكن يظهر موقفه أمام الآخرين. هو منتم إلى بيئة مؤيدة للنظام، لكنه معارض له بقوة. انكشف أمره وجرى اعتقاله الأسبوع الماضي. يقول بسام: "شعرنا مراراً أنّ علينا مغادرة طرطوس، لكن العناد أبقانا فيها. والآن يجري تفريغ طرطوس من الشباب الذين يجد بعضهم طريقه إلى لبنان، ويخاطر غيرهم بالهرب إلى تركيا مثلي، ومنها إلى ألمانيا". يضيف: "كنا قد اتفقنا على أنه في حال اعتقال أحدنا، على الآخر المغادرة من دون أن يلتفت وراءه.. وهذا ما أحاول أن أفعله الآن بعد اعتقال صفوان".
من جهته، يقول "إ. ن.": "نحن لا نشكّل شبكة داخلية - خارجية. كلّ ما في الأمر أني منذ عام 2012 تعرفت بأشخاص قادرين على اجتياز الحدود التركية بشكل غير نظامي. إذا كان لبسام أو غيره أقارب في أوروبا أنا أحوّل المبلغ للمهرّب الداخلي، وأستلمه من قريبه. لكنه في هذه الحالة يدفع لي فرقاً بسيطاً هو 300 دولار أميركي كعمولة، ريثما يصل إلى محطة أزمير، التي تتحول إلى نقطة انطلاق نحو جزر يونانية. وبحسب الدفع تكون الرحلة، فهناك رحلات رخيصة وفيها مخاطر. ورحلات باهظة التكاليف لكنها مضمونة".
وعن ذلك، يقول بسام لـ"العربي الجديد" بلا تردد: "أعرف ما تعنيه المخاطرة بحراً وبراً وما يمكن أن أتعرّض له من نصب واحتيال، لكن ما من طريقة أخرى. لقد تواصلت سابقا أنا وصفوان مع سفارة غربية، ومع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت، وانتظرنا شهوراً لكنهم لا يأبهون كثيراً بالمخاطر الجدية على أرواح المطلوبين لنظام يقتلهم تحت التعذيب".
مافيات
ما جرى لشاحنة الفارين من سوريين وعراقيين في النمسا لا يخيف بسام وغيره عن المضي في رحلتهم. مساء الأحد الماضي كان بسام قد وصل إلى مدينة أزمير التركية. يتحدث عن صدمته من "تكدّس البشر". يقول: "ترى عوائل كاملة، وفتية بلا أهل ينتظرون زورقاً مطاطياً ينقلهم إلى جزيرة يونانية. مؤلم جداً أن ترى الناس بهذا الشكل غير اللائق في صراع البقاء".
أما المهرّب فيقول باللهجة السورية: "خيّو على قد بساطك بدك تمدّ رجليك". ويضيف متوجهاً إلى بسام: "أنا مستعد أن أساعدك للوصول إلى وجهتك الألمانية وإلى منتصف شتوتغارت لكن ذلك سيكلفك 10 آلاف يورو". يشرح لنا أكثر عن الوضع: "من يتجمّعون في أزمير وغيرها ينتظرون موعد انطلاق مركب. هناك يُترك الناس وحدهم على زورق مطاطي بمحرك ضعيف سرعان ما يتوقف عن العمل، وذلك بسبب جشع المهربين الذين يأخذون على الشخص 1500 دولار. كما أنّ المهرّب، قائد الزورق، لم يعد يرافق هؤلاء بحراً، بل يدرّب أحدهم على أن تكون رحلته مجانية. الناس تخاف من هؤلاء المهرّبين الذين لا يؤمنون للاجئين أية سترة نجاة حتى".
يتابع: "بعض المهرّبين، يبنون سمعة جيدة. يصرفون بسخاء على محركات قوية بقدرة تتجاوز 300 حصان، ويشترون السترات للجميع ولا يكدسون القارب إلا بمجموعات يمكن تحمّلها، فيصل اللاجئون بأمان. وهناك بالطبع مراكب أخرى تكلّف كثيراً وتلك ليست في متناول من فقد كل شيء. بعض الحيتان من الساحل السوري يستخدمون تلك الوسائل ويدفعون بسخاء وصار أكثرهم في شتوتغارت".
لكن، ماذا عن المافيات التي تستغل الناس في طريقها إلى غرب أوروبا؟ يعترف "إ.ن." بأنّ هناك بالفعل عصابات تستغل أحوال السوريين. لكنه "يقسم بالله" أنّه ليس منها وأنه ليس سوى "وسيط". يقول: "أحاول منذ البداية أن أكون قنوعاً، فهناك بشر يضطرون للهرب وأنا لا أقدم لهم سوى خدمة مقابل مبالغ بسيطة. أما المبالغ الكبيرة فتذهب لمهرّبين كبار يملكون الوسائل وأنا لا أملكها".
خلال ثلاثة أعوام من عمله في التهريب، نسج هذا المهرّب علاقات تمتد من ميناء زوارة الليبية إلى جزر يونانية ومدن مجرية وصربية. كذلك يعرف تفاصيل مقدونيا معرفة دقيقة جداً. يقول: "سابقا كنت تقود سيارتك بكل جرأة، تأخذ معك شخصاً أو اثنين تستلم منهما معاً 10 آلاف يورو، مع أنّ سعر التهريب كان يومها 7 آلاف يورو على الواحد. اليوم أصبح النصب والاحتيال سمة المهربين".
يحذّر المهرّب "إ. ن." بسام من الوقوع في شباك عصابات أوروبا الشرقية. ويؤكد له أنّه مستعد للمجيء إليه في أزمير ويبحر معه في "المركب المضمون". نسأله عن سر الاهتمام ببسام، فيقول: "هو أخ لصديق لي، لكن أيضاً بعيداً عن الصداقة هذا عملي منذ سنوات ولا أعرف غيره، رغم أنه جرى توقيفي ثلاث مرات من دون أن يثبت عليّ شيء. من الصعب فهم هذه المعادلة لمن لم يعش الموت والدمار في سورية. هؤلاء الأوروبيون الذين صمتوا وغضوا الطرف عن كل الجرائم منذ سنوات، مصدومون اليوم بالفعل مما جنته عملية السكوت على (الرئيس السوري) بشار الأسد".
يضيف: "تبتزهم مقدونيا إعلامياً وتقول للأوروبيين ادفعوا لنا نتشدد، وكذلك الوضع بالنسبة لليونان. حصلت مثل تلك الدول على مليارات لصدّ اللاجئين، لكنها تظهر للإعلام أنها تقوم بما هو مطلوب، وفي الوقت نفسه تقول للاجئين هيا مرّوا خلال 72 ساعة عبر مقدونيا".
وجهة النظر هذه لا تغير من واقع الحال المأساوي، الذي يعيشه آلاف اللاجئين من سوريين، وغيرهم. فهناك مئات الآلاف منهم في طريقهم لعبور البر الأوروبي نحو الغرب طلبا للحماية والبقاء. وعن ذلك يقول "إ. ن.": "الغرب يتحمل الكثير من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سورية... فليتحملوا اللاجئين إذاً".
حتى ظهر أمس الأول، الإثنين، كان بسام الذي ترك خلفه أسرته في طرطوس ينتظر قراراً بنقله عبر "مهرّب مضمون بحراً إلى اليونان". أما آخر ما قاله "إ.ن." له فهو: "إذا أردت تجنّب العبور في كل تلك الأراضي من مقدونيا إلى بودابست، يمكنني مساعدتك للانتقال كمسافر عادي بطائرة من أثينا إلى ألمانيا.. فتصل إلى شتوتغارت وأنت تتدبر أمرك هناك.. المهم عليك أن تسأل عن المبلغ، إن كان بإمكان أخيك تدبّره لك".
إقرأ أيضاً: فوبيا الأمن الأوروبي تستبيح حقوق المهاجرين
بهذه الطريقة تبدأ رحلة لجوء شاب سوري يترك خلفه عائلته. ينطلق يوم الأحد الماضي في 30 أغسطس/ آب بالقرب من مدينة طرطوس على الساحل السوري. يأمل بسام أن يتمكن المهرّب من إدخاله مع مجموعة أخرى من اللاجئين عبر الحدود التركية. وفي تلك النقطة بالذات "تسقط مسؤولية المهرّب الداخلي"، ويصبح قطع الحدود على عاتق بسام وغيره، بحسب المهرّب "إ. ن.".
"مساعدة وليس تهريباً"
في الاتصال الهاتفي نفسه، يقول "إ. ن." الذي عاد للتو من مدينة أزمير التركية مروراً باليونان والمجر: "هناك فوضى حقيقية في وصف ما يجري. كنت بنفسي في سورية قبل أسبوعين. الوضع مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. عدا عن البراميل التي تلقى، أنت أمام مأساة تعيشها مناطق بكاملها. وإن كان بسام في طرطوس يبدو وضعه آمناً على السطح فالواقع مختلف ويخفي الكثير".
يعترف "إ. ن." لـ"العربي الجديد" بأنّه يعمل في تهريب البشر منذ عام 2012. لا يطلق هذه التسمية على عمله بل هي "مساعدة بعض السوريين للوصول إلى أوروبا"، وفق رأيه. قبل أشهر أخبرنا عن مسار التهريب من إيطاليا إلى ألمانيا، لكنّه اليوم "ينوّع مساراته".
في المقابل، تظهر رحلة بسام بعض التفاصيل التي تشير إلى أسباب غرق الهاربين من جحيم حرب سورية، أو تجمعهم في محطة قطارات بودابست، التي تحولت إلى "معسكر لاجئين".
صفوان كان طالباً في جامعة تشرين، نشط في الحراك المدني السلمي بداية الثورة السورية، ولم يكن يظهر موقفه أمام الآخرين. هو منتم إلى بيئة مؤيدة للنظام، لكنه معارض له بقوة. انكشف أمره وجرى اعتقاله الأسبوع الماضي. يقول بسام: "شعرنا مراراً أنّ علينا مغادرة طرطوس، لكن العناد أبقانا فيها. والآن يجري تفريغ طرطوس من الشباب الذين يجد بعضهم طريقه إلى لبنان، ويخاطر غيرهم بالهرب إلى تركيا مثلي، ومنها إلى ألمانيا". يضيف: "كنا قد اتفقنا على أنه في حال اعتقال أحدنا، على الآخر المغادرة من دون أن يلتفت وراءه.. وهذا ما أحاول أن أفعله الآن بعد اعتقال صفوان".
من جهته، يقول "إ. ن.": "نحن لا نشكّل شبكة داخلية - خارجية. كلّ ما في الأمر أني منذ عام 2012 تعرفت بأشخاص قادرين على اجتياز الحدود التركية بشكل غير نظامي. إذا كان لبسام أو غيره أقارب في أوروبا أنا أحوّل المبلغ للمهرّب الداخلي، وأستلمه من قريبه. لكنه في هذه الحالة يدفع لي فرقاً بسيطاً هو 300 دولار أميركي كعمولة، ريثما يصل إلى محطة أزمير، التي تتحول إلى نقطة انطلاق نحو جزر يونانية. وبحسب الدفع تكون الرحلة، فهناك رحلات رخيصة وفيها مخاطر. ورحلات باهظة التكاليف لكنها مضمونة".
وعن ذلك، يقول بسام لـ"العربي الجديد" بلا تردد: "أعرف ما تعنيه المخاطرة بحراً وبراً وما يمكن أن أتعرّض له من نصب واحتيال، لكن ما من طريقة أخرى. لقد تواصلت سابقا أنا وصفوان مع سفارة غربية، ومع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت، وانتظرنا شهوراً لكنهم لا يأبهون كثيراً بالمخاطر الجدية على أرواح المطلوبين لنظام يقتلهم تحت التعذيب".
مافيات
ما جرى لشاحنة الفارين من سوريين وعراقيين في النمسا لا يخيف بسام وغيره عن المضي في رحلتهم. مساء الأحد الماضي كان بسام قد وصل إلى مدينة أزمير التركية. يتحدث عن صدمته من "تكدّس البشر". يقول: "ترى عوائل كاملة، وفتية بلا أهل ينتظرون زورقاً مطاطياً ينقلهم إلى جزيرة يونانية. مؤلم جداً أن ترى الناس بهذا الشكل غير اللائق في صراع البقاء".
أما المهرّب فيقول باللهجة السورية: "خيّو على قد بساطك بدك تمدّ رجليك". ويضيف متوجهاً إلى بسام: "أنا مستعد أن أساعدك للوصول إلى وجهتك الألمانية وإلى منتصف شتوتغارت لكن ذلك سيكلفك 10 آلاف يورو". يشرح لنا أكثر عن الوضع: "من يتجمّعون في أزمير وغيرها ينتظرون موعد انطلاق مركب. هناك يُترك الناس وحدهم على زورق مطاطي بمحرك ضعيف سرعان ما يتوقف عن العمل، وذلك بسبب جشع المهربين الذين يأخذون على الشخص 1500 دولار. كما أنّ المهرّب، قائد الزورق، لم يعد يرافق هؤلاء بحراً، بل يدرّب أحدهم على أن تكون رحلته مجانية. الناس تخاف من هؤلاء المهرّبين الذين لا يؤمنون للاجئين أية سترة نجاة حتى".
يتابع: "بعض المهرّبين، يبنون سمعة جيدة. يصرفون بسخاء على محركات قوية بقدرة تتجاوز 300 حصان، ويشترون السترات للجميع ولا يكدسون القارب إلا بمجموعات يمكن تحمّلها، فيصل اللاجئون بأمان. وهناك بالطبع مراكب أخرى تكلّف كثيراً وتلك ليست في متناول من فقد كل شيء. بعض الحيتان من الساحل السوري يستخدمون تلك الوسائل ويدفعون بسخاء وصار أكثرهم في شتوتغارت".
لكن، ماذا عن المافيات التي تستغل الناس في طريقها إلى غرب أوروبا؟ يعترف "إ.ن." بأنّ هناك بالفعل عصابات تستغل أحوال السوريين. لكنه "يقسم بالله" أنّه ليس منها وأنه ليس سوى "وسيط". يقول: "أحاول منذ البداية أن أكون قنوعاً، فهناك بشر يضطرون للهرب وأنا لا أقدم لهم سوى خدمة مقابل مبالغ بسيطة. أما المبالغ الكبيرة فتذهب لمهرّبين كبار يملكون الوسائل وأنا لا أملكها".
خلال ثلاثة أعوام من عمله في التهريب، نسج هذا المهرّب علاقات تمتد من ميناء زوارة الليبية إلى جزر يونانية ومدن مجرية وصربية. كذلك يعرف تفاصيل مقدونيا معرفة دقيقة جداً. يقول: "سابقا كنت تقود سيارتك بكل جرأة، تأخذ معك شخصاً أو اثنين تستلم منهما معاً 10 آلاف يورو، مع أنّ سعر التهريب كان يومها 7 آلاف يورو على الواحد. اليوم أصبح النصب والاحتيال سمة المهربين".
يحذّر المهرّب "إ. ن." بسام من الوقوع في شباك عصابات أوروبا الشرقية. ويؤكد له أنّه مستعد للمجيء إليه في أزمير ويبحر معه في "المركب المضمون". نسأله عن سر الاهتمام ببسام، فيقول: "هو أخ لصديق لي، لكن أيضاً بعيداً عن الصداقة هذا عملي منذ سنوات ولا أعرف غيره، رغم أنه جرى توقيفي ثلاث مرات من دون أن يثبت عليّ شيء. من الصعب فهم هذه المعادلة لمن لم يعش الموت والدمار في سورية. هؤلاء الأوروبيون الذين صمتوا وغضوا الطرف عن كل الجرائم منذ سنوات، مصدومون اليوم بالفعل مما جنته عملية السكوت على (الرئيس السوري) بشار الأسد".
يضيف: "تبتزهم مقدونيا إعلامياً وتقول للأوروبيين ادفعوا لنا نتشدد، وكذلك الوضع بالنسبة لليونان. حصلت مثل تلك الدول على مليارات لصدّ اللاجئين، لكنها تظهر للإعلام أنها تقوم بما هو مطلوب، وفي الوقت نفسه تقول للاجئين هيا مرّوا خلال 72 ساعة عبر مقدونيا".
وجهة النظر هذه لا تغير من واقع الحال المأساوي، الذي يعيشه آلاف اللاجئين من سوريين، وغيرهم. فهناك مئات الآلاف منهم في طريقهم لعبور البر الأوروبي نحو الغرب طلبا للحماية والبقاء. وعن ذلك يقول "إ. ن.": "الغرب يتحمل الكثير من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سورية... فليتحملوا اللاجئين إذاً".
حتى ظهر أمس الأول، الإثنين، كان بسام الذي ترك خلفه أسرته في طرطوس ينتظر قراراً بنقله عبر "مهرّب مضمون بحراً إلى اليونان". أما آخر ما قاله "إ.ن." له فهو: "إذا أردت تجنّب العبور في كل تلك الأراضي من مقدونيا إلى بودابست، يمكنني مساعدتك للانتقال كمسافر عادي بطائرة من أثينا إلى ألمانيا.. فتصل إلى شتوتغارت وأنت تتدبر أمرك هناك.. المهم عليك أن تسأل عن المبلغ، إن كان بإمكان أخيك تدبّره لك".
إقرأ أيضاً: فوبيا الأمن الأوروبي تستبيح حقوق المهاجرين