مهرجان كناوة يختتم فعاليات دورته الثامنة عشرة

بحفل كبير أحياه معلم كناوة المغربي الشهير محمود كينيا، أسدل مهرجان كناوة وموسيقى العالم الستار على دورته الثامنة عشرة، بحضور جماهيري توقعت نائلة التازي عبدي، منتجة ومديرة المهرجان في تصريح لـ"العربي الجديد" أن يكون قد وصل حاجز الـ250 ألف متفرج "وهو الرقم الذي بات يحافظ عليه المهرجان كمتوسط حضور في دوراته الأربع الأخيرة".

وقدم كينيا مجموعة متنوعة من الأغاني معظمها من تراث الفن الكناوي كـ"عائشة البحرية وبوملوك ومولاي أحمد" قبل أن يشاركه منصة الحفل عازف "الباتري" الجزائري كريم زياد، حيث قدم الثنائي "ديو" امتزجت فيه أنغام "الكنبري والقراقب" وهي أهم الآلات الموسيقية في فن كناوة بالطبول العصرية "الباتري" مع مصاحبة أيضاً للكمان.

وبالرغم من الاختلاف الكبير بين النوعين الموسيقيين اللذين يقدمهما كل من كينيا وزياد، إلا أن حفل الاختتام حسب شهادات استقتها "العربي الجديد" كان الأنجح بين الديوهات التي عرفها المهرجان بين عدد من معلمي كناوة وفنانين عالميين، ووصفت عدد من الشهادات الحفل بـ"الكبير والمفرح" وهو ما لا يمكن وصفه بغير ذلك بالنظر للتفاعل الجماهيري مع وصلات "الفيزيون" بين كينيا وزياد ورقصات الكناويين على المنصة.

وسيراً على عادة عائلته، قدم محمود كينيا لجمهور المهرجان معلماً جديداً في فن كناوة هو ابنه حسام، وسلمه كينيا الأب تحت تصفيقات الجمهور آلة "الكنبري" خاصته، وعن دلالة ذلك قال كينيا لـ"العربي الجديد" إنه يسلم مشعل فن كناوة الذي تعد عائلته مرجعاً مهماً به إلى الجيل الجديد "جدي فعل نفس الشيء مع أبي وهو فعله معي ومع أخي واليوم علي أن أستمر على ذات النهج وأسلم ابني أمانة هذا الفن".

وعن ما إذا كان ذلك يعني أنه سيعتزل الغناء بالأخص مع تقدمه في السن، قال كينيا: "لن أعتزل الغناء، أنا كناوي لمدى الحياة، لكن هذا لا يمنع من أن أساند ابني والجيل الشاب". من جهته قال حسام كينيا إن والده حمله مسؤولية كبيرة "ليس من السهل أن يكون الشخص معلم كناوة، هذا فن يحتاج خبرة ومراساً كبيرين" حسب تعبيره، لكن لا يبدو أن كينيا الابن ذا العشرين سنة متخوفاً من تحمل مسؤولية إرث عائلته، حيث قدم فقرتين غنائيتين على منصة حفل الاختتام تفاعل معها بشكل كبير الجمهور وهو ما علق عليه بالقول "أنا كناوي بالفطرة وتعلمت عن والدي كل ما يمكن أن يجعلني معلماً بهذا الفن، لكن للمسؤولية ثقلها" موجهاً نداءً للجيل الشاب من المغاربة ليعنوا بفن كناوة "إنه إرثنا الأفريقي" حسب قوله.  

على صعيد آخر وفي ردها على سؤال طرحته "العربي الجديد" بخصوص التهديد المالي لاستمرارية المهرجان، بالأخص مع انسحاب شركة اتصالات شهيرة رافقت دوراته لأربع عشرة سنة، وتعويضها بشركة اتصالات أخرى مع تمويل أساسي من المجلس البلدي لمدينة الصويرة، قالت نائلة التازي عبدي، منتجة ومديرة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، إن "الأزمة المالية ألقت بظلالها على المهرجان، لكن انسحاب شركة الاتصالات تم تعويضه بشركة أخرى، فيما كان من اللازم أن يمول المجلس البلدي للصويرة المهرجان لأول مرة، باعتبار أن المدينة هي المستفيد الأول منه اقتصادياً وسياحياً وثقافياً".

إقرأ أيضاً:
"كناوة" المغربي يحلم بالانتساب لـ"التراث الشفوي العالمي"