رحيل حسن سامي يوسف.. رجل النصوص الخالدة

02 اغسطس 2024
درس الراحل كتابة السيناريو في المعهد العالي للسينما في موسكو (فيسبوك)
+ الخط -

توفي، الجمعة، الكاتب الفلسطيني السوري حسن سامي يوسف عن 79 عاماً، قضى معظمها لاجئاً في سورية، حيث صار أحد أعمدة الكتابة الدرامية، عبر نصوصٍ مسلسلات حازت مكانها في صدارة الأعمال السورية.

ولد حسن سامي يوسف في قرية لوبية في قضاء طبريا عام 1945، وسينتظر الطفل ثلاثة أعوام فقط قبل أن تحمله النكبة مع آلاف الفلسطينيين إلى دول اللجوء، فخرج مع عائلته إلى لبنان ثم سورية، حيث استقرت العائلة في عاصمتها دمشق، ثمّ صار واحداً من أهم الكتاب في تاريخ الدراما السورية.

بعد دراسته الثانوية، عمل يوسف ممثلاً في المسرح القومي في دمشق، وبعد نكسة عام 1967 ساهم مع عدد من الشباب الفلسطيني في تشكيل فرقة المسرح الوطني الفلسطيني التي قدّمت عروضاً كثيرة على مسارح العواصم العربية. في سنة 1968 أرسلته وزارة الثقافة في سورية لدراسة السينما في الاتحاد السوفييتي في المعهد العالي للسينما في موسكو (كلية السيناريو)، فتخرج منها بعد خمس سنوات وعاد إلى دمشق حاملاً شهادة ماجستير، ليعيّن في المؤسسة العامة للسينما رئيسا لدائرة النصوص، كما كان عضواً في هيئة تحرير مجلة الحياة السينمائية التي كانت تصدر في دمشق.

قدّم حسن سامي يوسف عدداً من النصوص للأفلام السينمائية، لكن أهم أعماله كانت تلك الروائية والسيناريوهات التي قدمها للدراما، ومن أبرز رواياته "رسالة إلى فاطمة" و"الغفران – فتاة القمر"، و"عتبة الألم"، بالإضافة إلى "الفلسطيني" و"الزورق" و"بوابة الجنة" و"على رصيف العمر".

سينما ودراما
التحديثات الحية

كذلك، كتب الراحل نصوصاً هامة للدراما السورية، بداية من "شجرة النارنج"، و"أسرار المدينة"، و"نساء صغيرات"، وصولاً إلى "الانتظار" الذي تحول إلى علامة فارقة في الدراما الاجتماعية السورية.

في أكثر من مرة، استندت سيناريوهات حسن سامي يوسف إلى رواياته، فأخرج من رواية "الغفران – فتاة القمر" مسلسلاً حمل الاسم نفسه بتوقيع المخرج الراحل حاتم علي، كما أخرج من "عتبة الألم" مسلسل "الندم"، الذي حاز إعجاباً كبيراً من الجمهور، فيما كان مسلسل "فوضى" آخر أعماله في العام 2018.

وكانت فلسطين حاضرةً في معظم أعمال الكاتب الراحل قضية أولى لا منافس لها، فبدا وكأنه ذلك الطفل ذو الأعوام الثلاثة الذي خرج من منزله مجبراً، وما زال بانتظار العودة. وكانت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة حاضرةً في سطوره الأخيرة، فكتب أن "فلسطين امتحانُ إنسانيتِنا"، وأرقته لدرجة أنه طلب شراء النوم، فنادى: "عن النوم أبحث.. أشتري..فمَنْ يبيع؟"؛ لم يجب أحد، سوى الموت، ليكون به النوم الأبدي.

المساهمون