مهرجان ألعاب المرتفعات

23 سبتمبر 2016
لعبة رمي الجذوع الخشبية (باتريك ستولاز/ فرانس برس)
+ الخط -
أينما توفرت جذوع الأشجار الكبيرة، ستجد تجمعاً سنويا في أوائل سبتمبر/ أيلول من كل عام لألعاب المرتفعات الاسكتلندية. هذه التدريبات العسكرية القديمة، التي تطورت إلى استعراض عالمي، تتضمن كل الألعاب الشعبية والأنشطة الفنية، بدءاً من لعبة شد الحبل، إلى قذف جذوع الأشجار، إلى مسابقات الرقص وفناني العزف المنفرد. وبينما تجري ألعاب المرتفعات الاسكتلندية في كل المدن الكبرى؛ فإن الأكثر شهرة هو ما يجري في تجمع "بريمر"، والذي تحضره العائلة المالكة البريطانية.

تقول الأسطورة إن الألعاب بدأت في حوالى القرن الحادي عشر، بسباق مشي على الأقدام لحضور اجتماع قمة "كريج شوينيش"، التي أمر به ملك اسكتلندا، مالكولم الثالث. وفاز من وصل أولاً بلقب المبعوث الملكي. أما جذور الألعاب الحديثة فتعود إلى القرن التاسع عشر في العصر الفيكتوري، عندما أُجبِر سكان المرتفعات على الهجرة قسراً؛ فابتكرها السكان باعتبارها وسيلة للحفاظ على تقاليدهم الثقافية، إذ تطورت من تدريبات عسكرية إلى رياضات ومسابقات، تقام حيثما وُجِد الشتات الاسكتلندي نفسه.

نتيجة لذلك، أصبح هذا الاحتفال الرياضي ذا تأثير في تعريف الألعاب الأولمبية الحديثة. وأشار مُؤسّس الألعاب الأولمبية الحديثة الفرنسي، بيير دو كوبرتين، إلى أن زيارته الألعاب الاسكتلندية، أثّرت في تأسيسه اللجنة الأولمبية الدولية.
تنقسم الألعاب إلى ثلاث فئات عامة: مسابقة الوزن الثقيل، مسابقة الرقص، مسابقة الموسيقى. وتشمل مسابقة الوزن الثقيل الأحداث التي تحتاج للقوة والتحمل، والتي تحولت إلى طقس مرور اسكتلندي للألعاب. ويُعد رمي الجذوع الخشبية، اللعبة الأكثر إثارة في أحداث المهرجان، إذ يحمل الرجال والنساء ضخام الجثة جذوع أشجار طولها عشرة أقدام. وتشبهها مسابقة إلقاء الصخور، إذ تستعمل الصخور العادية التي تزن 26 رطلاً، وكذلك رمي المطرقة، وإلقاء الأوزان من فوق العارضة. وهذه المسابقات الثقيلة هي الدراما الحقيقية الأكثر متعة في المهرجان. وغالباً يقضي الرياضيون العام كله وهم يستعدون لهذا المهرجان.

من الفعاليات الغريبة في المهرجان مسابقة "العصا الكسولة"، وهي للوزن الثقيل، إذ يجلس رجلان على الأرض، ويضعان باطني أقدامهما مضغوطتين ضد بعضهما بعضاً، ويمسكان بعصا ممتدة بينهما، ويسحب كل منهما العصا ذهاباً وإياباً محاولاً رفع زميله عن الأرض.

تستخدم الألعاب الوسائل المبتكرة والإبداعية لتأليب الإنسان ضد الإنسان وضد الطبيعة، ولكن على عكس الرياضات الحديثة؛ فليس للتكنولوجيا الحديثة أي تأثير على المسابقات، فالألعاب ستبقى هي نفسها بلا تغيير، وكما كانت منذ مئات السنين، كما يقول عشاق هذا المهرجان.

وعلى الرغم من تصدر الألعاب الرياضية القوية المسابقات؛ فإن الرقص هو الأكثر شعبية. فرقصة "جيل كالوم" بالسيف، هي رقصة كلاسيكية تعود إلى عام 1054، ورقصة "هايلاند فلينج" هي الرقصة المنفردة الأشهر، وكانت تقام من قِبل رجال القبائل قديما فوق دروعهم الضخمة، وغيرهما من الرقصات القديمة التي يتنافس فيها الاسكتلنديون بأزيائهم التقليدية التراثية.
ويقوم الاسكتلنديون بتصدير هذه الثقافة، إذ يقومون بإنشاء مهرجانات مماثلة في بعض المدن الأوروبية الأخرى من حين لآخر.

المساهمون