من قتل الأب فرنسيس في حمص؟

09 ابريل 2014
الأب فرنسيس في حمص المحاصرة (أرشيف، رويترز)
+ الخط -

لا يزال الغموض يلف قضية مقتل الاب الهولندي فرنسيس فاندرلخت على يد ملثم مجهول صباح الاثنين الماضي في دير الآباء اليسوعيين داخل حمص المحاصرة. كان بإمكان الرجل أن يحمل جواز سفره ويطير على أول طائرة إلى بلده الام، هولندا، لكنه رفض الخروج من حمص، وعاش فيها كأحد أبنائها، على الرغم من ظروف القتل والجوع والحصار التي تعيشها منذ أكثر من عام ونصف.
وفور إعلان استشهاد فرنسيس، كما يحب أهل المدينة أن يطلقوا على مقتله، بث ناشطون شريطاً مصوراً قالوا إنه كان السبب في مقتل الأب فرنسيس. وفي الشريط، يناشد رجل الدين الهولندي العالمَ لفك الحصار عن حمص قائلاً "أنا الأب فرنسيس أتكلم معكم من حمص المحاصرة وأمثل مجموعة مسيحية لا تقل عن 66 مسيحياً، بالإضافة لإخوتنا المسلمين المدنيين". ويتابع "نجتمع هنا في الكنيسة أو على كاسة شاي بلا سكر لأنه لا يوجد سكر، نحن المسيحيين والمسلمين في حمص نعاني من الجوع لأننا لا نجد طعاماً". وأردف قائلاً "ليس أصعب من أن نرى الإنسان يبحث عن لقمة العيش لأولاده ، نريد حلاً لمشاكلنا بعد سنة ونصف السنة من الحصار، نحن نحب الحياة ولا نحب أن نموت من الألم".

لقد شكّل رحيل الأب فرنسيس، الذي كان كأيقونة من ايقونات حمص، صدمة لأهلها الذين "كانت تربطهم به علاقة احترام وتقدير لجهوده في خدمة ورعاية الطائفة المسيحية، وكانوا يثمنون له إصراره على مصاحبتهم في أزمة الحصار"، على حد تعبير الشيخ أبو الحارث الخالدي لـ"العربي الجديد". ويضيف الشيخ أن "مجلس التنسيق العسكري، إذ يستنكر هذا العمل الجبان، ينفي أن يكون لأحد داخل الحصار مصلحة في قتل هذا الرجل المسن المسالم"، موجهاً أصابع الاتهام لـ "النظام الأسدي الغاشم الذي يهدف من هذا العمل إلى إيقاع الفتنة بين الصفوف، وتهييج الرأي العام على أن من في حمص المحاصرة إرهابيون وقتلة". وأشار الخالدي إلى مساعي مجلس التنسيق العسكري للتحقيق في مقتل الأب فرنيسس، لتبيان الحقيقة.

وفيما توجهت أصابع الاتهام، من خلال بعض وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، إلى "متطرفين يريدون إقصاء غيرهم من ذوي الديانات المختلفة"، نفت "جبهة النصرة" في حمص مسؤوليتها عن الجريمة. وجاء في بيان النفي الذي كتُب بخط اليد، ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق منه، "وإن أردنا ذلك حاكمناه عن طريق محكمة شرعية هي التي تقوم بإصدار الحكم فيه علناً، ولا نخشى في الله لومة لائم"، وألمح البيان، بلغة مذهبية، إلى أن المستفيد الاكبر من قتل الأب فرنسيس هو النظام السوري.

بدوره، يشير الناشط بيبرس التلاوي، إلى أن الاب فرنسيس كان شخصية محببة لدى جميع المحاصرين، وكان، كما هو معروف، موجوداً في حمص القديمة منذ بداية الحصار، ولم يُصَب بأذى، ولكن الذي جرى أنه بدأ في الايام الماضية يتحدث بصوت عالٍ عما يقوم به النظام من إجرام بحق المحاصرين، باستخدامه التجويع كسلاح حرب، فأراد هذا النظام التخلص منه.

وكشف الناشط التلاوي أن النظام السوري روّج لمقتل الأب فرنسيس صباح الثلاثاء، أي قبل أن يُعلن خبر وفاته، "وهذا دليل على أن لهذا النظام يداً باغتياله وإلصاق التهمة بالثوار لتشويه صورتهم أمام المجتمع الدولي، وزرع الفتنة بين الطوائف، ولكي يمنح هذا النظام لنفسه فرصة استخدام أسلحة محرّمة تحت ذريعة الإرهاب".

المساهمون