من زلاتان إلى كوستا..الفرق الكبيرة لا تضم عازفاً منفرداً

12 ابريل 2015
+ الخط -


"أنا ألعب كرة القدم منذ زمن بعيد، لكنني لم أشاهد حكماً بهذا السوء داخل دولة قذرة مثل هذه"، كلمات غاضبة قالها زلاتان إبراهيموفيتش تجاه الدولة الفرنسية، كلفته الإيقاف لمدة أربع مباريات عن منافسات الدوري الفرنسي لهذا الموسم، في توقيت حاسم جداً، خصوصاً أن الموسم يسير نحو النهايات، وفترات الحسم قاربت على البدء في مختلف المسابقات الأوروبية.

ومن غياب السلطان السويدي إلى تصريح المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي ذكر خلال مؤتمره الصحافي أن هداف تشيلسي كوستا لا يزال بعيداً عن لياقته، وسيغيب لفترة قد تكون طويلة عن الملاعب، ليكون هذا الأسبوع هو موعد غياب المهاجمين عن الملاعب، في تحد صعب أمام مدربي الفرق المتصدرة بفرنسا وإنجلترا، من أجل إيجاد حلول فنية سريعة للتحديات الجديدة.

نجوم الشباك
لا يعيش زلاتان إبراهيموفيتش أجمل سنواته خلال الموسم الحالي، لكنه يظل اللاعب الأكثر تميزا على الإطلاق في تشكيلة المدرب لوران بلان، بسبب شخصيته القوية وقدراته غير العادية التي تساعده على فرض أسلوبه في المواجهات المعقدة، إنه المهاجم الذي يسجل الأهداف ويصنعها لنفسه، على طريقة "أنا زلاتان" الذي لا أحتاج لأحد، وأستطيع بنفسي خلق الفراغ والتحرك من خلاله في سبيل الوصول إلى شباك المنافسين.

أما دييجو كوستا فهو اللاعب الذي افتقده جوزيه كثيراً الموسم الماضي، لأن تشيلسي عانى بشكل واضح أمام الفرق التي تدافع بشكل متأخر، بسبب عدم وجود مهاجم حقيقي داخل مناطق الجزاء، وابتعاد كل من "توريس، ايتو، با" عن مستواهم، لذلك كان البرازيلي الإسباني هو الحل، بسبب قدرته على الهروب من الرقابة، واستفزاز المدافعين من أجل التوغل بين القنوات، وتسجيل الأهداف القاتلة الناتجة عن التمريرات الماكرة من خط الوسط والأطراف.

رقمياً؛ سجل زلاتان 17 هدفاً هذا الموسم وصنع 3 من إجمالي 58 هدفاً لباريس، أي أنه ساهم بنسبة تزيد عن 34% في أهداف فريقه بالبطولة الفرنسية لهذا الموسم. بينما سجل دييجو 19 هدفاً وصنع أيضاً 3 من الرصيد التهديفي البالغ 63 هدفاً لتشيلسي، ليدخل بنفس نسبة إبراهيموفيتش لكن لفريقه تشيلسي، ويحافظ على نفس الرقم، 34% من كامل النجاعة الهجومية، وتعويض هذه الأرقام ليس بالأمر السهل.

مصائب قوم
خرج كافاني بتصريح ناري لوسائل الإعلام بعد مباراة مارسيليا وباريس، مؤكداً أن الذي يجمعه بزلاتان مجرد قميص الفريق، وليس من الضروري أن يكون صديقاً له، فلكل واحد شخصيته المختلفة ورؤيته الخاصة، وهذه التصريحات إذا دلت على شيء، فإنها تؤكد العلاقة السيئة بينه وبين زميله السويدي داخل تشكيلة النادي العاصمي، ومع عقوبة زلاتان، فإن إدينسون سيعيش فترات أفضل خلال المباريات المقبلة بالدوري.

يُصر المدرب لوران بلان على اللعب بخطة 4-3-3، وفي سبيل ذلك يكون العمل الكلي على ثلاثي الوسط، من أجل سيطرة أكبر وحيازة أوضح على منطقة المناورات بالمنتصف. ولأن الثلث الأخير لا يحتمل إلا مهاجماً واحداً، فإن المدير الفني يدفع بإبراهيموفيتش كمهاجم رقم 9 بمهارات صانع اللعب، ويضع كافاني على اليمين كجناح حقيقي على الخط الجانبي من الملعب.

يقوم المهاجم اللاتيني بدور دفاعي مهم في تشكيلة الباريسيين، لكن عودته مرة أخرى إلى قلب منطقة الجزاء ستكون أفضل بالنسبة له، في ظل غياب اللاعب رقم 1 زلاتان. ومن المتوقع أن تكون التوليفة الجماعية للفريق ككل أفضل، لأن كافاني سيلعب كمهاجم صريح، وسيتم تدعيم الأطراف بجناحات حقيقية خالصة، وفي حالة عودة البرازيلي مورا، فإن أفضل ثلاثي ممكن لمقابلة برشلونة، إدينسون في العمق، ولوكاس وباستوري على الأطراف، وهذه التشكيلة أقوى وأكثر إنتاجاً من وجود زلاتان وكافاني في تشكيلة واحدة.

يبدأ باريس المباراة بطريقة لعب 4-3-1-2 في حالة الهجوم، أما دفاعياً، تتحول الطريقة إلى 4-3-3 صريحة، بعودة كافاني إلى الجناح أمام لوكاس مورا بالجانب الآخر، ويتمركز باستوري في العمق وحيداً، وهذا التنوع الكبير مفيد تكتيكياً، ولنا عبرة بمباراة تشيلسي وطرد إبرا، صحيح أن مورا لم يشارك، لكن باستوري قام بالواجب، وعاد كافاني إلى مركزه المفضل.

الوهمي
"لا خوف على الهجوم الأزرق في ظل وجود لوك ريمي"، هكذا قال جمهور تشيلسي بعد ساعات قليلة من تأكيد خبر غياب كوستا، لذلك من المتوقع والمنطقي أن يدفع البرتغالي جوزيه مورينيو بلاعبه الفرنسي في التشكيلة الأساسية خلال المرحلة المقبلة. ريمي الذي رفض آرسنال واختار تشيلسي، في قرار غريب وعجيب كما أكد مدربه القديم ريدناب في آخر مقابلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية، لكن هناك حلاً آخر ربما سيكون أعمق على الصعيد التكتيكي.

لماذا لا يُشرك مورينيو لاعبه هازارد في مركز الهجوم؟ وبالتحديد كمهاجم وهمي داخل وخارج منطقة الجزاء، خصوصاً مع فارق النقاط المريح بين تشيلسي وأقرب منافسيه، وقدرة البلجيكي على التهديف من جميع أركان المستطيل، وبالتالي هناك عوامل جذابة لصناعة المغامرة، والبحث عن أسلحة جديدة في طريق جعل "البلوز" نادياً غير متوقع في كل المواجهات.

اشترى تشيلسي كوادرادو لكنه لم يشارك كثيراً، بسبب التخمة الموجودة على الأطراف، وفي حالة تحول هازارد إلى قلب الهجوم، فإن الطرق ستكون متاحة أمام جوزيه من أجل وضع كل من كوادرادو وويليان في مركز الجناح، وتكوين ثنائية الهجوم بين البلجيكي الشاب والبرازيلي أوسكار أمام خانة الارتكاز وثنائية المحور بالمنتصف.

يمتاز هازارد بمهارة قاتلة في المراوغات، ويستطيع سحب المدافعين بعيداً عن الصندوق، ليتم فتح المساحات أمام أوسكار في المركز 10، والأجنحة المتقدمة إلى الأمام من أجل القطع في العمق، وبالتالي تصبح خطة تشيلسي مزيجاً بين 4-4-2-0 من دون مهاجم حقيقي، و 4-2-3-1 بصعود هازارد أو أوسكار إلى منطقة الجزاء، فهل يفعلها مورينيو في قادم المواعيد؟

المساهمون