من خلف القضبان: "شوكانيات" و"محبة الحياة"

29 مايو 2015
شوكان خلف القضبان (العربي الجديد)
+ الخط -
لفافة من الورق، تحمل عنوان "شوكانيات"، غمسها المصور الصحافي المصري المعتقل، محمود أبو زيد، الشهير بـ"شوكان" في ملابسه، وصلت ليد ذويه بعد انتهاء زيارتهم الأخيرة له.

كتب شوكان على غرار رباعيات الشاعر المصري صلاح جاهين، "مظلوم يا قاضي وليك بشتكي..٦٥٠ يوم نحتوا جتتي.. لا إنت نصفتني ولا حتى عدلك ليّا جري.. رفعت إيدي للي خلقك ــ يخدك ومنك يفكني".

ليس شوكان وحده الذي قضى أكثر من 650 يوماً في المعتقل، هو من تفجرت مواهبه وقدراته الكتابية والفنية خلف الأسوار. الناشط السياسي، عمر الحاذق، الذي ينفذ عقوبة الحبس سنتين وغرامة 50 ألف جنيه بتهمة خرق قانون التظاهر، بدأ أيضاً في كتابة مقالات من داخل محبسه بالإسكندرية.

كتب الحاذق رسالته الأخيرة بعنوان "عن أحلامي أحكيها لكم"، قال فيها "كل شيء كان واعدًا ، جميلاً، حتى إن بعض المديرين الذين كانوا يكرهونني أصبحوا لطفاء معي لطفًا مضحكًا.. هنا قامت ثورة يناير، تلك التي زلزلت كياني كله، فتغير كل شيء. لم يعد ممكنًا أن أحلم بإدارة أي نشاط بعد أن قدم شبابٌ حياتهم وعيونهم وصحتهم ليصبح وطننا أجمل وأقل فساداً".

حكى الحاذق كثيراً عن عمله، أحلامه، طموحاته، مشاعره تجاه الثورة، وفن الأوريجامي، ثم اختتم رسالته قائلاً: "كلما تذكرتُ ركود حياتي قبل السجن، وصدماتي المتوالية في أصدقائي وزملائي وزميلاتي، وتوقفي عن كتابة الشعر، فكرتُ أن الحياة جميلة معي لأنها ساقتني إلى السجن رغم قسوة أوجاعه. لذلك، أوصيكم بمحبة الحياة".

المساهمون