حصل رئيس الحكومة السابق، علي بن فليس، اليوم الأربعاء، على اعتماد حزبه السياسي "طلائع الحريات"، والذي يضم عدداً من الكوادر المنشقة عن حزب جبهة التحرير الوطني منذ 2004، إضافة إلى شخصيات سياسية.
ومنحت وزارة الداخلية الاعتماد لعلي بن فليس بعد أكثر من سنة على تقديمه ملف الاعتماد، وعقب ثلاثة أشهر بعد عقده مؤتمره التأسيسي، واستغل بن فليس الحشد الشعبي الذي التف حوله كشخصية سياسية لإطلاق فكرة تأسيس الحزب، خاصة بعد الانتقادات الحادة التي وجهت إليه عام 2004، عندما غادر المشهد السياسي وانسحب كلياً من الساحة عقب هزيمته في الانتخابات الرئاسية، تاركاً أنصاره لمواجهة مصيرهم السياسي المحتوم.
ويعد علي بن فليس من أبرز منافسي الرئيس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أبريل/ نيسان 2004، وفي رئاسيات أبريل/ نيسان 2014، وانشق بن فليس عن عبد العزيز بوتفليقة الذي كان مديراً لحملته في أول انتخابات حملته إلى سدة الحكم عام 1999، ودفعه بعدها لقيادة حزب جبهة التحرير الوطني الحائز على الأغلبية في الحكومة والبرلمان، وعينه لاحقاً مديراً لديوان الرئاسة، ثم رئيساً للحكومة، قبل أن يدبّ خلاف سياسي بين بوتفليقة وفليس عام 2003، دفع الأخير، بدعم من جناح في جهاز المخابرات ورئاسة أركان الجيش، إلى الترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في 2003، وأخفق فيها بشكل كبير.
وقال بيان أصدره بن فليس بعد حصوله على الاعتماد "بعد تأكد وزارة الداخلية والجماعات المحلية من مطابقة إنشاء طلائع الحريات مع القوانين السارية المفعول حول الأحزاب السياسية منحت الاعتماد لطلائع الحريات لينشط كحزب سياسي".
وانتقد بن فليس تعطيل السلطات اعتماد الحزب لسنة كاملة، واعتبر أن "هذا القرار الذي يأتي بعد أربعة عشر شهراً من تقديم ملف إنشاء الحزب في السادس يوليو/ تموز 2014، يبيّن بوضوح حجم وتنوع العراقيل والصعوبات والضائقات على مسلك الاعتراف والقبول بالتعددية السياسية في بلدنا".
وثمن بن فليس موقف "مناضلات ومناضلي طلائع الحريات الذين واجهوا هذه العراقيل والصعوبات والضائقات".
وأكد رئيس الحكومة السابق أن هذا "الاعتماد الممنوح لحزب طلائع الحريات يأتي في سياق أزمة شاملة غير مسبوقة في التاريخ الحديث لبلدنا. كما تعلم كل الجزائريات، وكما يعلم كل الجزائريين، فإن هذه الأزمة هي نتاج شغور السلطة، وعدم شرعية الوساطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعجز الفادح للمؤسسات".
وأكد بن فليس أن "هذه الأزمة تمثل المصدر الأساسي لكل التهديدات المحدقة باستقرار ودوام الدولة الوطنية التي تواجه اليوم انسداداً سياسياً وانهياراً اقتصادياً ووهناً أصاب المجتمع بأكمله، ما يتطلب عملية تقويم وطني يتطلع إليه شعبنا بكل شرعية".
وعبر زعيم حزب طلائع الحريات عن تضامنه التام مع التشكيلات السياسية الأخرى التي ما زالت محرومة من النشاط السياسي ومن حقوقها الشرعية في المشاركة في الحياة السياسية الوطنية.
وفي السياق، أعلنت أحزاب جديدة قيد التأسيس عزمها تنظيم حركة احتجاجية ضد ما سمتها التمييز في منح الاعتماد للأحزاب السياسية، بسبب رفض السلطات منحها الترخيص القانوني على الرغم من أسبقيتها التنظيمية مقارنة مع حزب الطلائع.
اقرأ أيضاً الجزائر: سباق رئاسي مبكر بين أويحيى وسلال