تأتي هذه الأحداث عقب إطلاق أهالي الفوعة وكفريا نداء استغاثة، تداولته وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، طالب "شيعة حمص ومليشياتهم بالضغط والتضييق على حي الوعر لفك الحصار المطبق عليهم من قبل حركة أحرار الشام"، والتي تقوم منذ أسابيع بالتفاوض على فك الحصار عن البلدتين مقابل الزبداني في ريف دمشق. وحي الوعر هو الوحيد في مدينة حمص الذي لا يزال عقر دار المعارضة المسلحة.
وقال الناشط المعارض، فخر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع داخل الحي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم جراء النقص الشديد في المواد الغذائية والوقود، إضافة إلى منع المليشيات الموالية للنظام دخول الأدوية إلى الحي، والتي كان من المفترض دخولها يوم السبت، بحسب الهدنة الموقّعة مع النظام، والتي تنص على دخول سيارة أدوية في السبت الأول من كل شهر، ومعظمها خاصة بالأمراض المزمنة، ما يعرّض حياة العشرات من ساكني الحي للخطر".
وأضاف أن "الحي يتعرّض للقصف عبر الرشاشات الثقيلة ومدافع الدبابات، إضافة إلى انتشار القناصة في محيط الحي، ما تسبب في شل الحركة داخله، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة"، لافتاً إلى أن "مليشيات الرضا والمرابطون، أوقفتا يوم السبت سيارات الإسعاف التي كانت تنقل الأدوية واستولتا عليها إضافة إلى سيارات الخضار والوقود".
وكانت مليشيات معروفة بارتباطها بإيران، منها مليشيا "الرضا" وأخرى تُسمى "المرابطون"، وبمساندة مسلحين موالين من قرى المزرعة والمختارية والكم وكفرعبد، قد انتشرت على أوتوستراد حمص-حماه، وأغلقت المعبر الرئيسي إلى حي الوعر عند أول مداخل ريف حمص الشمالي في مفرق تيرمعلة من جهة مدينة حمص.
اقرأ أيضاً: إلى متى تصمد معادلة كفريا والفوعة مقابل الزبداني؟
وقال الناشط الإعلامي سامر الحمصي، من حمص، لـ"العربي الجديد"، إن "الحصار نتج عن قيام شبيحة من قرى المزرعة والزرزورية بقطع طريق الحي والاعتداء على السيارات وإحراق الإطارات نصرة لكفريا والفوعة، رافعين شعارات الوعر مقابل كفريا والفوعة، وساندهم أيضاً شبيحة قرى النجمة والمختارية على مداخل الريف الشمالي".
ولفت إلى أن "تلك المليشيات قامت طوال الأيام الأخيرة بقصف الحي، إذ إن معظم الحواجز هي بيدها، خصوصاً حواجز منطقة المزرعة الملاصقة للوعر"، مضيفاً أن "الاشتباكات التي تواصلت خلال الأيام الأخيرة، خصوصاً على جبهة الجزيرة السابعة، أدت إلى سقوط عدد من القتلى بينهم طفل". وأفاد بأن "تلك المليشيات قامت بتحطيم سيارة إسعاف تابعة لمستشفى البر تحمل أدوية لمرضى الفشل الكلوي، والذين يقومون بغسل الكلى داخل الحي، مما يهدد حياة هؤلاء بالخطر".
وقال إن "تظاهرة داعمة للمليشيات في حمص خرجت يوم السبت أمام فندق السفير ومكتب بعثة الأمم المتحدة، في حي الإنشاءات، نادت بعدة شعارات، أبرزها الوعر مقابل كفريا والفوعة، وإسقاط محافظ حمص، المتهم بالتراخي مع المسلحين المعارضين والعمل على تسليم المحافظة لتنظيم "داعش"، وإسقاط منظمة الأمم المتحدة، والهلال الأحمر السوري، لتقديمهم المساعدات لحي الوعر وبعض المناطق المحاصرة في ريف حمص".
ورأى الناشط الإعلامي أن "إيران هي من باتت تقود العمليات السياسية في حمص، بينما تقود التحركات العسكرية فصائل موالية لها، أمثال لواء الرضى وغيره من المليشيات، فيما السلطة الأمنية التابعة للنظام في حمص تقف موقف المبارك والمصفق لذلك".
وفي سياق متصل، كثر الحديث في أروقة النظام عن عزمه إدخال حي الوعر في مخطط إعادة الإعمار الذي سيبدأ من حي بابا عمر الذي كان من أبرز المناطق المناهضة للنظام قبل أن تدمره قوات النظام، ومن المتوقع أن يصدر مرسوم رئاسي بهذا القرار، ما يستدعي إخلاء حي الوعر من جميع ساكنيه إن كانوا مدنيين أو مسلحين.
يشار إلى أن الإيرانيين يُعتبرون اليوم المفاوض الأساسي في ملف مدينة الزبداني في ريف دمشق مع حركة "أحرار الشام"، وهم طرحوا في أول جولة تفاوضية إجراء عملية تبادل للأهالي بين الفوعة وكفريا مع أهالي الزبداني، الأمر الذي تم رفضه من قِبل أهل الزبداني و"أحرار الشام"، وأثار موجة سخط لدى السوريين، في حين طالب ناشطون بتحييد المدنيين عن الصراعات المسلحة الدائرة في سورية.
اقرأ أيضاً: النظام السوري قتل 1804 أطفال خلال ثمانية أشهر