مقابر جماعية

02 يناير 2016
غبد القادر غرماز / الجزائر
+ الخط -

1
تسكنني الفكرة مثل حب جديد
تسكنني فكرة الموت مثل أصابع الغريب.
أترك له النور مضاءً كل ليلة
فالموت مثلي،
يخاف من العتمة.

أنا لم يغب الموتى من حياتي
وحدهم الأحياء من فعلوا.
يختفون في آخر النفق،
ليس لأنهم يتبعون الضوء في آخره
بل لأنهم يريدون العتمة.


2
قلبي مقبرة جماعية أيها الأحبة
وعلاقاتي بكم محض جرائم..
أراقب المطر من شبّاك صغير يطلّ على اللا شيء، واللا أحد.
المطر شياطين صغيرة،
المطر شياطين صغيرة تنكش أمراضي العصية على حبوب البروزاك والزانكس..
أعيد ترتيب عُقدي السوداء.
أفكّر كيف سيكون العالم مريحاً لي لو ماتت كل الأمّهات، أمهات الآخرين، لنصبح جميعنا أيتاماً ومكلومين
كيف سيبدو العالم ساحة بيضاء ونظيفة لو أني خطفت كل الأطفال حديثي الولادة، وحبستهم في غابة، ليصير الجميع عاقراً وبلا أولاد..
سيكون المنظر جميلاً وأنا أضع كل الأصدقاء في قفص حديدي، وأرقبهم بفرح وهم يأكلون بعضهم
ثم أدفن الأحبة في مقابر جماعية
وأنام..
أتلحف عُقدي والأسود وأنام مثل ساحرة عجوز
وأنا لم أحسم بعد؛ إن كنت سأحز ساعدي أو أن أنتحر بجرعة زائدة من أية حبوب مهدئة منتهية الصلاحية لم آخذها منذ سنة.


3
ليس مطراً هذا الساقط فوق رؤوسنا،
هو دمع ملائكة محبوسين في الفردوس الأعلى
هو حزن من أضاعوا عمرهم في الصواب، ولم يجرّبوا مرة، أن يكونوا خطاة وخاطئين..
هو دمع من نسوا أن الكون يتقيّأ كراهيته السوداء ولا يعبأ للدم الذي يراق كل يوم.


* كاتبة من فلسطين والأردن

المساهمون