معَ الريح

13 فبراير 2016
باتجاهِ غيهبِ البعثِ يتقدمْ (Getty)
+ الخط -
ما كنتُ أحسبُ أنَّ البرقَ ..
سيَحبو فوقَ رفاتكَ كلما تَجللهُ الحنينْ
وأنكَ في طَليعةِ الشُحوبِ،
شَحذتَ نبرةَ المطرِ الشَفيفْ
حتى بوسعِ الخَرابْ، تَصدَّعَ دَمُكَ!
أسرىَ بكَ الهوىْ منْ انفصالِ الرُوحِ
لتُقيمَ في هذا الجسدِ المجبولِ
على العواصفِ وبشائرِ التكسُرْ.

ذاكَ الطائرُ الذي كأنهُ النافذةُ،
ليَحيا، منَ الجذورِ بامتلاء ..
ليُسدلَ البُكاءَ على وجهِ الغيابْ،
بشغفٍ حَزينْ، يحرقُ أناه.

فَينتهيْ.. كومةً من رمادٍ خصبٍ
تزهرُ بإتقادٍ فيهِ غوايةُ الضوءْ
يضيعُ في اضطرابِ اللحظةِ،
يعقدُ الحلمَ بأصابعِ الماءْ.

باتجاهِ غيهبِ البعثِ يتقدمْ..
ليولدَ مُتفجراً من نسيجِ قوسِ قُزحٍ
وحفيفِ أشجارِ الذاكرةِ،
بعدَ احتِطابِ ملامحِ الشَمسِ.

****

يرتديْ الصَيحة،
وآخر صَلواتي في طورِ السكون
في روحهِ الشاردةِ، تُطوى السماءُ طياً
وتتفتقُ خَلاياهُ عنْ كواكبِ الذُهولِ
جناحاهُ، من غناءٍ ومنْ بُكاء.

عيناهُ، حلمٌ موغلٌ في الطفولةِ
أتقمصهُ... عندَ حُلولِ لعنةِ التَشظيْ
حفنةً من بريقِ الدهشةِ.

في التآلُفِ المُوجعِ،
بينَ مصابيحِ البراءةِ ونُضجِ التيهِ
تتراقصُ في هَيكلِ الريحِ، دِمائيْ
لينمو فِيها الفضاء.. ملءَ النزيفْ.

فينيقْ،
ما كنتُ أحسبُ أنَّ جُثةَ الصُبحَ
ستَتسربُ إلينا من هامشِ الضَبابْ
أننا مُشدودونَ إلى ذاكَ الهامشِ،
بخيوطٍ منْ لهبٍ تنخرُ في جذعِ العَراءْ
إنيْ ألمحُ في غابةِ العدمِ إلهاً يَترنحْ ...
يُعبّئ سِلالَ الأبدِ ببراعمِ الروحْ
قَبلَ أن يُتلفهُ السؤال، ويموتْ.


(سورية)

المساهمون