مصممون لبنانيون يحاربون كورونا بكمامات عصرية

13 مايو 2020
إجراءات العزل في لبنان منذ مارس (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

تتخصص مجموعة "بقجة"، ومقرّها بيروت، في صنع الأثاث بقماش ممتاز، لكن العمال يكرسون وقتهم الآن لخياطة وصنع كمامات الوجه الحريرية الملونة، للمساعدة في الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد.

وتذهب أرباح الكمامات التي تبلغ تكلفتها نحو 35 دولاراً أميركياً إلى الممرضات على خط المواجهة في الحرب ضد المرض الذي ضاعف المشاكل في بلد يصارع للنجاة من الانهيار الاقتصادي. ومجموعة "بقجة" من ضمن عدد من المشاريع التجارية التي تحولت من تصنيع منتجات مثل الأثاث والملابس إلى إنتاج الكمامات.

وقالت إحدى مؤسسات "بقجة"، هدى بارودي، إنه حتى الممرضات طلبن بعضاً من هذه الكمامات. وأضافت بارودي: "شفنا الممرضات تاعول مستشفى الحريري ع التلفزيون، وشفت وحدة منن عم تبكي عالتلفزيون، عملنا اتفاق مع خدمة توصيل لبنانية. كل شي كنا منبيعو بدنا نعطي قسم منه للممرضات إللي كانوا ما عم يقدروا ياخذوا كل معاشن، بس بنفس الوقت ممرضات مستشفى الحريري عم يطلبوهن ليلبسوهن، لان بيرفعوا النفسية بتخليك تحس منيح".

وقالت ماريا هبري، وهي أيضاً من مؤسسات "بقجة"، إن "الكمامات شي حزين، (لكن) لما عطينا هال الطراز هي وكل واحد بيختلف عن التاني رجعنا لفلسفة (بقجة) إنه الابتسامة دايماً وأن نضل نحاول نشوف الحلو، بالبشع، (نحاول أن نرى الجمال حتى في القبح) هيدي هي".

فُرضت إجراءات العزل العام في لبنان منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، للحد من تفشى المرض الذي أصاب 859 شخصاً وأودى بحياة 26. وتحذّر السلطات من موجة جديدة بعد ارتفاع عدد الحالات في الأيام الأخيرة، إثر تخفيف بعض القيود والسماح للشركات بإعادة فتح أبوابها. وبموجب القواعد الاسترشادية يتعين وضع الكمامات على الوجوه في متاجر السوبر ماركت والصيدليات وغير ذلك من الأماكن.

وعلى الرغم من إغلاق المتجر الراقي، أوصلت ماكينات الخياطة والقماش إلى العمال ليعملوا من المنزل. وأبدى سكان في بيروت مثل مصطفى علي سعادتهم بالكمامات الملونة. وقال إن التجار والصيدليات رفعوا أسعار الكمامات الطبية، فسعى إلى خيار قابل لإعادة الاستخدام. وقال: "من أول أزمة الكورونا حبيت أعتمد الكمامة الملونة، حتى عندي مجموعة بالبيت، بتحسّ برياحة نفسية أكتر شوي من إن دايماً تحط الكمامة الطبية، بتطلع شوي من روتين كورونا إللي عم نعيشه بشكل يومي".

وبدأت شركات أخرى بصنع الكمامات، وهي فرصة نادرة في الوقت الذي يضغط فيه الوباء على الاقتصاد المنهار. وزادت الجائحة مشكلات لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة مالية سببت  خفض قيمة العملة المحلية بأكثر من النصف منذ أواخر العام الماضي.

وبدأ صاحب مشغل "إمرجنسي روم" (غرفة الطوارئ)، إريك ريتر، بإنتاج الكمامات في شركته، وبدأ بصنع كمامات الوجه لعائلته. وقال ريتر إنه يسعى إلى أن تظل الكمامات في حدود السعر المقبول، لكن على أن يكون ذلك كافياً لدفع رواتب موظفيه. ويبيعون الكمامة بنحو خمسة دولارات على أساس سعر السوق الموازية.


(رويترز)

المساهمون