مصر: "شورى الإخوان" ينحاز للسلمية المطلقة

18 نوفمبر 2015
من تظاهرات رافضي الانقلاب السلمية (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أنها حسمت موقفها من العنف والإرهاب منذ الفترة الأولى لتأسيسها، مروراً بالمراحل التي مرت بها، مؤكدةً أن السلمية من ثوابتها ولن تحيد عنها أبداً.

وأشارت الجماعة، في بيان أصدرته الأربعاء، اطلع عليه "العربي الجديد"، وحمل عنوان (الموقف من العنف بعد انقلاب 3 يوليو 2011)، "كان من الممكن في أية لحظة من التاريخ الممتلئ بتنكيل الحكومات المتعاقبة أن يكون هناك مبرر لتغيير نهج الجماعة، لكنها أبت وقبضت على جمر الحق".

وشددت "الجماعة" على أنها التزمت "الخط المستقيم والنهج السلمي والنضال المدني والتدافع السياسي والتمسك بآليات الديمقراطية وخيارات الشعب، وربّت أجيالاً عدّة على ذلك النهج القويم العظيم، لأن ذلك فوق أنه ثابت من ثوابت فهمها، فهو مبدأ عقيدي تتعبّد به إلى الله تعالى".

وأوضحت، في البيان الذي جاء عقب اجتماع مجلس شورى الجماعة بتركيا، أنها قابلت الإجراءات القمعية والمستبدة لسلطة الانقلاب برفض شعبي كان مبدأه ومنتهاه شعارها الذي وصفته بـ"الثابت": "سلميتنا أقوى من الرصاص".

إلى ذلك، أكدت الجماعة أن "الإخوان" لا يحتاجون كل دقيقة إلى إعادة التذكير بموقفهم الثابت والاستراتيجي باعتماد "النضال السلمي والمدني لاسترداد الثورة ومكتسباتها الديمقراطية، وإقرار أهدافها التغييرية بما يحفظ المؤسسات ويحقق السلم الأهلي عبر عدالة حقيقية وتمكين واضح للثورة وإرادة الشعب".

وفي إشارة للخلافات بين قيادات الجماعة، قالت "ممّا تعلمناه في مدرسة الإخوان وسلوك رجالها الأوفياء وقادتها المخلصين، عدم الخوض في سجالات ليس من ورائها إلا هدر الأوقات في ما هو غير نافع أو مفيد".

ورداً على قادة الجماعة الذين يقولون إن خيارهم "ثوري"، أكدت أن منهج الجماعة هو "الإصلاح والتغيير"، ويقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن منهجها هو إصلاح النفس أولاً ثم الأسرة ثم المجتمع بدعوته إلى الخير في كل جوانبه.

كذلك، لفتت إلى أن نشاطها ونضالها ضد الفساد والاستبداد يقوم على "السلمية المطلقة ونبذ العنف بكل صوره، وتحمّل كل ما يصيبها من إيذاء واعتقال وقتل وتعذيب واضطهاد.

وقالت الجماعة إن من "القواعد الأساسية التي قام ويقوم عليها عمل الجماعة ويحكم طريقها منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم وإلى ما شاء الله، أن هناك مبادئ محددة وثوابت حاكمة ومفاهيم واضحة يقوم عليها فهْم ونشاط الجماعة، فمن ابتعد عنها فقد اختطّ لنفسه طريقا غير طريق الإخوان المسلمين".

واختتمت بيانها برسالة لمن يخالفون نهج السلمية المطلقة، قائلة إن "من ينسب نفسه للجماعة يجب أن يكون هذا نهجه وتلك سيرته، فإن دعا إلى غير ذلك أو اختط لنفسه نهجاً غير نهج الجماعة، فهو ليس من الجماعة وليست الجماعة منه، مهما أدى أو قال".

ويتوقع خبراء أن يعمّق البيان من أزمة الجماعة الداخلية، والتي تصاعدت بسبب الخلاف حول تصعيد العمل الثوري لإسقاط الانقلاب العسكري، وتجددت الخلافات عقب خروج القائم بأعمال مرشد عام الجماعة محمود عزت من مصر، واتجاه مكتب رابطة المصريين بالخارج نحو تجميد نشاط "مكتب الخارج" الذي يدير شؤون الجماعة.

اقرأ أيضاً: ديفيد هيرست: على السيسي أن يرحل قبل فوات الأوان

المساهمون