وقد ساوى السيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينتزي، بين العدوان الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، عندما قال إن "أعمال العنف المتبادلة بين الطرفين يجب أن تتوقف فوراً"، مضيفاً أن "المبادرة المصرية هي الفرصة الوحيدة لوقف نزيف الدم".
ورداً على تصريحات السيسي، قال المستشار السابق للرئيس المعزول، محمد مرسي، للشؤون العربية، محمد سيف الدولة، لـ"العربي الجديد"، إن "الطرف الوحيد الذي يحق له أن يطرح المبادرات بشأن التهدئة في غزة، ويرفضها أو يقبلها، هو الطرف الذي يواجه إسرائيل على الأرض، ويدافع عن الكرامة العربية والفلسطينية"، في إشارة إلى حركة "حماس" وفصائل المقاومة.
وأضاف سيف الدولة أنه "لا يحق للسيسي أن يحدد ما هو الحل الوحيد، أو أن يقول إنه لا بديل عن المبادرة المصرية للتهدئة"، مشدداً على أن "من يريد أن يدعم المقاومة والقضية الفلسطينية عليه أن يدعم المبادرة والشروط التي قدمتها المقاومة في غزة".
وأوضح سيف الدولة أن "السيسي الذي خرج يترحم على المدنيين الفلسطينيين هو نفسه الذي يعذبهم بغلق معبر رفح في وجههم، وهو نفسه من قام بهدم الأنفاق، ما مهد للعدوان الإسرائيلي على القطاع". وأكد أن "موقف النظام الحالي في مصر لا علاقة له بالموقف من الإسلاميين كما يروج الإعلام المصري، بل إن القضية برمتها تتلخص في كون النظام الحالي يريد تقديم أوراق اعتماده لدى أميركا بأنه ينحاز لأمن إسرائيل واتفاقية كامب ديفيد، فيما يدفع الإعلام المصري إلى الترويج لفزاعة الإرهاب والإسلاميين".
من جهته، شدد الخبير الاستراتيجي والعسكري، صفوت الزيات، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن "نجاحات المقاومة، والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني، تدفع (حماس) والفصائل الأخرى إلى التمسك بإسقاط الحصار بشكل كامل عن القطاع، وكذلك وجود ضمانات دولية لذلك قبل وقف إطلاق النار".
وقال الزيات إن "حديث السيسي عن أن المبادرة المصرية هي الحل الوحيد غير صحيح بتاتاً"، موضحاً أن "تلك المبادرة تم تعديلها بتدخل أميركي أخيراً"، مشيراً إلى أن "رفض المقاومة لها والأداء العسكري الرائع أمام جيش الاحتلال، أجبر جميع الأطراف على القبول بفكرة تعديل المبادرة وإدخال شروط جديدة عليها". وأوضح الزيات أن "السيسي ألغى دور كافة مؤسسات الدولة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن القومي"، مشيراً إلى أن "مصر باتت دولة الرجل الأوحد".
بدوره، قال عضو الهيئة العليا لحزب "الوسط"، عمرو عادل، لـ"العربي الجديد"، إن "السيسي جاء لتنفيذ أجندة محددة، فكلمة العنف المتبادل تُقال للمرة الأولى من الجانب المصري، ولم تقل قبل ذلك، حتى في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك". واعتبر عادل أن "ما قاله السيسي ينفي تماماً أي فكرة انتماء عربي وديني"، مشيراً إلى أن "المبادرة المصرية تصب في صالح إسرائيل وترسخ للاحتلال"، مؤكداً أن "حماس هي المقاوم الوحيد الآن في المنطقة العربية، وهناك مؤامرة للقضاء عليها". وأشار عادل إلى أن "مصر لم تعد صاحبة قرار، بل مجرد مندوب مراسل"، موضحاً أن "السيسي لا يملك أي مهارات سياسية أو قدرات تفاوضية، ويبدو أنه مجرد أداة في يد الأميركيين والإسرائيليين لتمرير رغباتهم".
من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي لحزب "مصر القوية"، محمد المهندس، إن "إصرار السيسي على تنفيذ المبادرة المصرية كما هي يشكل ترسيخاً للعدوان الإسرائيلي والقتل، ولبقاء الوضع على ما هو عليه في غزة، ويؤكد أننا أصبحنا نعتبر إسرائيل حليفاً، والمقاومة عدواً".
وأوضح المهندس أن "من يرى أعمال المقاومة عنفاً يندرج تحت بند الإرهاب، إما أنه لا يمتلك رؤية استراتيجية من الأساس، أو أنه يقف مع العدو في الخندق نفسه". كما أكد عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 إبريل ــ جبهة أحمد ماهر"، محمد كمال، أن "مساواة السيسي بين العدوان الإسرائيلي وبين أعمال المقاومة الفلسطينية المشروعة، تكشف عن كارثة في المفهوم السياسي المصري للقضية الفلسطينية". وطالب كمال بضرورة "فتح المعابر بشكل كامل أمام حركة الأفراد والبضائع وعدم الاكتفاء بمرور المساعدات الإنسانية للقطاع"، مندداً "بمساعي السلطات المصرية لنزع سلاح المقاومة"، مؤكداً أن "المقاومة هي الحل ما دام هناك احتلال".