أثارت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية أعياد الشرطة، اليوم الأربعاء، ضجة واسعة بين المصريين، إذ قارن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر بتلك التي في قطاع غزة الذي يعيش تحت الحصار منذ 17 عاماً، ويشهد مجازر يومية بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ أكثر من مائة يوم.
وخلال خطابه، قال السيسي: "يعني مش هناكل؟ احنا بناكل. يعني مش هنشرب؟ احنا بنشرب وكل حاجة ماشية. طب غالية أو بعضها مش متوفر؟ ايه يعني. بقولكم ربنا مثال حي لناس مش عارفين ندخلها أكل. اللي هو الأساسيات يعني شوية قمح ودقيق وشوية زيت عشان يعملوا رغيف عيش ياكلوه بقالنا أربع شهور".
التصريحات هذه أثارت استهجاناً وسخرية بين الناشطين الذين أشاروا إلى التناقض الواضح بين وعوده بتحسين الأوضاع والواقع المرير الذي يعيشه المواطنون. وتنوعت ردود الفعل بين التعجب من تدرج وعوده لهم من مرحلة "هتبقى قد الدنيا"، إلى مرحلة "مش أحسن ما تبقى زي سورية ولا العراق"، والتي انتهت بمقارنتهم بضحايا الحصار والمجازر الإسرائيلية في القطاع، وبين النقد اللاذع للرئيس وتوجيه المسؤولية له بشكل شخصي.
الجمهورية الجديدة التي وعد بها السيسي أصبحت، في نظر البعض، تنحصر في ضمان توفير الغذاء فقط، وهو ما دفع البعض للتعبير عن سخريتهم من الواقع الراهن في مصر.
من جهته، قدّم الأكاديمي عمار علي حسن تحليلاً لمراحل وعود السيسي للمصريين، معبراً عن تساؤلاته وانتقاداته. وقال: "وصلنا إلى مرحلة: عشان منبقاش زي غزة... هل في هذا أي تصريح أو تلميح؟ إشارة أو عبارة، تدل على امتلاك حلول لمشكلاتنا في سنوات قليلة قادمة، كما سمعنا من رئيس الوزراء مؤخراً".
وأعرب حسن عن اعتقاده بأن الشعب المصري يتعرض لابتزاز مفرط، إذ يتم تحميله وحده مسؤولية الحفاظ على الدولة، بينما تسلك القرارات العليا غالباً اتجاهاً معاكساً. كما أكد على أهمية تجنب استخدام استمالات الخوف والتهديد في التعامل مع قضايا البلاد، وأشار إلى أن هذا الأسلوب يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، وقد حث على توفير أمل حقيقي ومستدام كخطوة للخروج من المأزق الحالي.
واختتم تحليله بالقول: "إن تجنب هذا المسار المدمر يأتي مع منح أمل غير كاذب، ضوء في نهاية النفق، نمضي إليه وفق خطة مختلفة عن تلك التي وضعتنا على حافة الهلاك".
وصلنا إلى مرحلة: "عشان منبقاش زي غزة" ..
— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) January 24, 2024
هل في هذا أي تصريح أو تلميح. إشارة أو عبارة، تدل على امتلاك حلول لمشكلاتنا في سنوات قليلة قادمة، كما سمعنا من رئيس الوزراء مؤخرا.
إن الشعب المصري يتم ابتزازه بشكل مفرط، وتحميله وحده مهمة الحفاظ على الدولة، بينما القرارات العليا تمضي غالبا…
واتفقت معه منال عبد العال، وكتبت على "إكس"، تقول: "رحلة المصري من: أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا، إلى: مش أحسن ما تبقوا عايشين مجاعة زي غزة؟".
- رحلة المصري من:
— Manal (@Manal_Abdelaal) January 24, 2024
"أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا."
- إلى:
"مش أحسن ما تبقوا عايشين مجاعة زي غزة؟" pic.twitter.com/qfjHpkZpE3
وفي السياق ذاته، علق حساب "المجلس الثوري المصري" على "إكس": "انتقلنا من "مصر حتبقى أد الدنيا" في 2013، مروراً بـ"مش أحسن ما نبقى زي سورية والعراق" وصولاً اليوم لـ"كويس قوي انكم بتاكلوا وتشربوا واحمدوا ربنا انكم مش زي #غزة". هذا هو ملخص حكم #السيسي 10 سنوات. في #ثورة_يناير كنا نهتف عيش حرية عدالة اجتماعية واليوم يستكثر السيسي العيش وحده علينا".
انتقلنا من "مصر حتبقى أد الدنيا" في2013، مروراً ب "مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق" وصولاً اليوم ل"كويس قوي انكم بتاكلوا وتشربوا واحمدوا ربنا انكم مش زي #غزة". هذا هو ملخص حكم #السيسي 10 سنوات. في #ثورة_يناير كنا نهتف عيش حرية عدالة اجتماعية واليوم يستكثر السيسي العيش وحده علينا pic.twitter.com/wkWtZHf8GO
— المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) January 24, 2024
بينما عبرت الناشطة رشا عزب عن دهشتها بالقول: "رأس الدولة نفسها بيحط أوضاع مصر في مقارنة مع قطاع غزة المحاصر من 17 سنة واللي بيواجه أبشع احتلال عنصري واستعماري، وبيتعرض دلوقت لحرب إبادة شاملة ومجاعة! ما احنا قلنا والله، احنا كمان محتلين ومحاصرين زي فلسطين وقولتوا بلاش مبالغة!".
راس الدولة نفسها بيحط اوضاع مصر فى مقارنة مع قطاع غزة المحاصر من ١٧ سنة واللي بيواجه ابشع احتلال عنصري واستعماري، وبيتعرض دلوقت لحرب إبادة شاملة ومجاعة!
— رشا عزب (@RashaPress) January 24, 2024
ما احنا قلنا والله، احنا كمان محتلين ومحاصرين زي فلسطين وقولتوا بلاش مبالغة!!
وعلق أحمد على تصريح السيسي قائلاً: "لافت جداً للنظر المقارنة بينا وبين دولة محتلة... مقارنة ممتازة الحقيقة".
لافت جدا للنظر المقارنة بينا وبين دولة محتلة
— Ahmad (@A7madAnw) January 24, 2024
مقارنة ممتازة الحقيقة https://t.co/0oTp9fPfYl
وكتب فرج نصار: "بيقارن أعظم دولة في الشرق الأوسط وهي بتحتفل بانطلاق الجمهورية الجديدة بشعب محاصر والكل شارك في حصاره، أنا لو منه كنت أتكسف حتى أقول اسم غزة مش أضرب بيها مثل يجلب العار زي ده الموضوع بقى ماسخ أوي مفيش حد يقوله التزم باللي مكتوب ومتجودش من عندك... عشر سنين بنقولك متجودش من عندك".
بيقارن اعظم دولة في الشرق الأوسط وهي بتحتفل بانطلاق الجمهورية الجديد بشعب محاصر والكل شارك في حصاره
— منير الخطير (@farag_nassar_) January 24, 2024
أنا لو منه كنت اتكسف حتى اقول اسم غزة مش اضرب بيها مثل يجلب العار زي ده
الموضوع بقى ماسخ اوي مفيش حد يقوله التزم باللي مكتوب ومتجودش من عندك
عشر سنين بنقولك متجودش من عندك
وتساءلت شيري مستنكرة: "هو بجد قارن بلد مستقلة مساحتها مليون كم مربع فيها 100 مليون بني آدم بمدينة 300 كم فيها 2 مليون بني آدم محاصرين في بلد محتلة من 75 سنة و بيقول لنا احمدوا ربنا... ولا انتوا بتكذبوا؟".
هو بجد قارن بلد مستقلة مساحتها مليون كم مربع فيها 100 مليون بني ادم بمدينة 300 كم فيها 2 مليون بني آدم محاصرين في بلد محتلة من 75 سنة و بيقول لنا احمدوا ربنا ... ولا انتو بتكذبوا ؟
— شيري (@TrueXela) January 24, 2024