غصّت مستشفيات العاصمة اللبنانية بمئات المصابين بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بعد عصر اليوم الثلاثاء، ما دفع بعدد من المستشفيات إلى طلب نقل المصابين إلى المستشفيات الواقعة في ضواحي بيروت وفي محافظة جبل لبنان، في ظل نداءات استغاثة أعقبت الانفجار الذي طاولت أصداؤه معظم المناطق والمحافظات.
وأطلقت المستشفيات دعوات للتبرّع بالدم من كافة الفئات، وكشف شهود عيان عن تعرّض العديد من المستشفيات لأضرار مادية جسيمة، وتعرض عدد منها إلى انهيار في الأسقف، وتحطّم النوافذ والواجهات الزجاجية، كما أعلنت مستشفيات عدم توفر مواد طبية أساسية، مثل الأكسجين ومواد التخدير.
وغرق مستشفى القديس جاورجيوس (الروم) في الظلام بعد انقطاع التيار الكهربائي لفترة من الوقت، ما عرّض حياة مرضى العناية الفائقة للخطر، فضلا عن الأضرار المادية، والإصابات التي لحقت بالمرضى الموجودين في المستشفى. وأعرب أحد أطباء المستشفى، في اتصال مع "العربي الجديد"، عن القلق الذي يعتريهم من احتمال تسرّب الغاز أو المياه، أو اندلاع حريق داخل المستشفى، والتي غصّت غرفها وأروقتها بالمصابين والجرحى.
وقالت إحدى ممرضات المستشفى: "ما شهده مستشفى الروم كان مهولاً. المستشفى تضرر بشكل كبير. كأن الطوابق الثلاثة تقلّصت إلى طابق واحد. رأيت أطباء أصيبوا وهم يحاولون إنقاذ من يمكن إنقاذه، ووصل ضحايا فقدوا أطرافهم. حاولت مع زملائي الخروج. لا أعرف حتى الآن كيف استطعت الخروج من المستشفى. إنه الموت. فهمت الآن ماذا تعني عبارة رأيت الموت بعيني".
من جهتها، لم يعد مستشفى "أوتيل ديو" قادر على استيعاب المزيد من المصابين، وفق ما أكّد أحد العاملين فيها لـ"العربي الجديد"، وغصّ المستشفى بالجرحى وسط فوضى عارمة، ما أجبر الطاقم الطبي والتمريضي على العمل كخلية نحل لإنقاذ المصابين، بالإضافة إلى متطوّعين من مرضى ومتخصّصين في الرعاية الصحية بادروا إلى مشاركة طاقم المستشفى التي تضرّرت بدورها من الانفجار.
inside hospital 💔
— Arslan Siddiqui (@Siddiqui_Saaab) August 4, 2020
Blood emergency 🚨 #بيروت #Beirut #Lebanon #prayforbeirut #PrayForLebanon pic.twitter.com/LRceR7uexP
وفي حين انطلقت مناشدات تدعو إلى تدخّل الجيش وفرق الإغاثة، تجنّدت الطواقم الطبية في مستشفيات بيروت، وتطوّع كلّ شخص خضع لدورة إسعافات أولية للمساهمة في تقديم المساعدة، كما أطلق نقيب الأطباء في لبنان، شرف أبو شرف، نداءً إلى جميع الأطباء للالتحاق بأقرب مستشفى.
وفي حين أوعز وزير الصحة لكل المستشفيات باستقبال جرحى تفجير المرفأ على نفقة الوزارة. أوضح أحد مسؤولي مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، في اتصال مع "العربي الجديد"، أنّ المستشفى "تطلب وحدات الدم من الفئات كافّة بعد أن غصّت بالجرحى".
وأكد أحد موظفي مستشفى المقاصد، لـ"العربي الجديد"، أن حالة من الذعر تخيّم على قسم الطوارئ، حيث لم يعد يتّسع للمزيد من المصابين، لا سيّما أنّ المستشفى أصابته أضرار مادية من الانفجار.
وقال أحد المصابين لـ"العربي الجديد"، إنه تنقل بين 3 مستشفيات في بيروت، قبل أن يجرى تطبيبه في موقف المستشفى الثالث. يتابع: "الوضع جنوني. هناك بكاء وصراخ في كل مكان، وسيارات الإسعاف علقت في الشوارع. لم يصفوا لي شيئاَ في المستشفى بعدما طببوا جروحي في الموقف. رأيت جرحى فوق بعضهم البعض. الحالات الحرجة وحدها تدخل إلى المستشفى، أما الإصابات الأخرى فيعالجها الممرضون والمسعفون على مداخل المستشفيات".