قمة شرم الشيخ: مسؤولون أوروبيون يدعون لشراكة مع العرب ويتجاهلون الملف الحقوقي
دعا قادة أوروبيون، مساء الأحد، خلال الجلسة الافتتاحية لأول قمة عربية أوروبية، إلى شراكة مع الجانب العربي، رغم الاختلاف في وجهات النظر، لـ"إعطاء أمل للشباب"، متجاهلين الملف الحقوقي السيئ لبعض بلدان المنطقة العربية، وخاصة الإعدامات الأخيرة لمعارضين التي جرت بمصر.
في المقابل، ركّز القادة العرب الذين تحدثوا بالقمة المنعقدة في منتجع شرم الشيخ، شمال شرقي مصر، على أهمية الشراكة مع الجانب الأوروبي لأسباب بينها حل مشاكل وأزمات متعلقة بمواجهة الإرهاب، والحفاظ على الدولة الوطنية، ومواجهة إيران، وحل القضية الفلسطينية.
مصالح أوروبية
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية في القمة، التي غاب عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، إن "هناك سعياً (من قبلهم) لشراكة مع العالم العربي من أجل إعطاء أمل للشباب رغم الخلافات في وجهات النظر".
على النحو ذاته، قال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، في كلمته بالجلسة ذاتها: "هناك اختلافات بيننا، لكننا نواجه تحديات ومصالح مشتركة (..) نحن بحاجة إلى التعاون". واستدرك: "لسنا هنا لندعي أن هناك اتفاقاً؛ فالعلاقة بين الجيران تعاون أو نزاع، ونحن نختار التعاون في وقت مهم، وأن يكون تعاوناً شاملاً وقوياً".
وأشار توسك إلى المجالات التي يمكن من خلالها تفعيل هذا التعاون، من بينها تمويل التعليم وتخفيض البطالة، وتشجيع الاستثمارات، والمساعدة في تعزيز التجارة.
رغبات عربية
القادة العرب أكدوا من جانبهم على حاجتهم إلى شراكة مع الجانب الأوروبي؛ معددين الأسباب التي تجعل تلك الشراكة "حتمية".
وفي هذا الصدد، قال السيسي، خلال كلمته أثناء القمة، إن "انعقاد قمتنا الأولى اليوم، ومستوى الحضور الرفيع، خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين العربية والأوروبية يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما".
وأشار إلى اعتبارات بينها المصالح المشتركة "ستظل تجمعنا سويا من أجل إحلال السلام والاستقرار، ومواجهة تحديات كتفاقم ظاهرة الهجرة، وتنامي خطر الإرهاب، والقضية الفلسطينية التي يغفلها المجتمع الدولي".
ودعا السيسي إلى التوصل لتسوية شاملة للقضية الفلسطينية، مبرزاً أن التحديات المشتركة العربية الأوربية تتجسد في عدد من الصراعات، على رأسها القضية الفلسطينية، ويجب التوصل إلى تسوية شاملة لها.
وشدد على أن "ترك النزاعات في سورية وليبيا واليمن يمثل تقصيرًا لنا"، على الرغم من إقرارنا بعدم وجود حلول سحرية لتلك التحديات، لكن علينا استشراف الخطوط العريضة لحلها.
ومتطرقاً إلى قضية الهجرة غير النظامية، قال السيسي إن "الهجرة ليست تحدياً بل مجالاً للتعاون العربي الأوروبي".
وتابع: "من ثم، فإنه يتعين تعزيز التعاون بين دولنا، بغرض تدعيم مؤسسات الدولة لمواجهة التحديات الصعبة"، متسائلاً: "ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب؟".
بدوره، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على ضرورة التعاون المشترك مع الأوروبيين، لمواجهة التحديات، وفي مقدمتها الإرهاب وغسل الأموال، مشدداً على ضرورة بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والأوروبية.
وأضاف: "العلاقات بين الدول لا يمكن أن تستقيم دون احترام، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، داعياً إلى "اتخاذ موقف دولي موحد لمواجهة تدخلات إيران بالمنطقة".
وهاجم العاهل السعودي إيران، مشدداً على أن بلاده "تؤكد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية، على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن".
وأضاف "نؤكد أهمية تكاتف الجهود الدولية لدعم الشرعية اليمينة وحل المليشيات المدعومة من إيران". وتابع "ندين ما تقوم به إيران من إطلاق الصواريخ الباليستية ضد المملكة وتهديد لأمن البحر الأحمر"، ودعا إلى "اتخاذ موقف دولي موحد لمواجهة تدخلات إيران بالمنطقة".
من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن "تسوية القضية الفلسطينية بطريقة عادلة هي السبيل الأقصر لكبح جماح التطرف والعنف في المنطقة".
ومساء الأحد، انطلقت أول قمة عربية أوروبية بمنتجع شرم الشيخ المصري، التي تختتم يوم الإثنين، وسط إدانات دولية واسعة النطاق لتنفيذ القاهرة إعدامات متتالية بحق معارضين، وغياب نصف قادة وزعماء الدول العربية.
وواجه الأوروبيون بصمت رسمي تام تنفيذ إعدامات بمصر ضد 15 معارضاً مصرياً، في فبراير/ شباط الجاري، كما تجاهلوا الدعوات الحقوقية لهم إلى عدم المشاركة في القمة، على خلفية تلك الإعدامات، التي انتقدتها تركيا.
وسبقت القمة دعوات من معارضين وحقوقيين مصريين لقادة أوروبا إلى مقاطعة القمة، على خلفية تلك الإعدامات.
(الأناضول)