متطوعو عشائر الأنبار يتجمعون لمهاجمة "داعش"

15 نوفمبر 2014
المتطوعون يستعدون لقتال "داعش" في الأنبار (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
يتوافد المئات من أبناء العشائر في محافظة الأنبار غربي العراق نحو قاعدتي الحبانية والأسد استعداداً لشن هجوم واسع على تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال عضو مجلس المحافظة مزهر الملا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المتطوعين انضموا الى سلك الشرطة، وإنهم سيحصلون على الأسلحة من خلال قيادة شرطة المحافظة". ولفت إلى أنه "سيتم تدريبهم من قبل ضباط الجيش السابق، فضلاً عن أنّ أكثر المتطوعين هم مدربون لأنهم قاتلوا في 2007 تنظيم القاعدة، ومنذ 11 شهراً يقاتلون داعش".

وأكّد أنّ "خطة الهجوم على داعش أعدّت بشكل كامل، وسيكون هناك هجوم واسع عليه في الرمادي والمناطق المحيطة بها على كل المناطق المحتلة من داعش"، مرجحاً أنّ "يبدأ الهجوم يوم السبت بإسناد من قوات الجيش العراقي". وتوقع الملا أن "تكون هناك هزيمة كبيرة لداعش، لأن وضعه في المحافظة حالياً ضعيف".

وأشار الملا إلى أنّ "مليشيا الحشد الشعبي لن يُسمح لها بالمشاركة في المعارك بالمحافظة، لأن أبناء العشائر رفضوا أن تقاتل أية جهة أخرى في المحافظة". ولفت الى أنّ "الحكومة حتى الآن لم تعط أية قطعة سلاح لأبناء عشائر المحافظة نتيجة فقدان الثقة بين الطرفين". وانتقد "تجاهل الحكومة لكل النداءات التي وجّهت لها لتسليح العشائر، وتركهم طوال تلك الفترة يواجهون مصيرهم بلا سلاح".

وعلى الرغم من المناشدات الكثيرة للحكومة العراقية ورئيسها حيدر العبادي، بتسليح العشائر لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإنها تجاهلتها وأعلنت أنّها لن تسلّحها إلا ضمن منظومة مليشيا "الحشد الشعبي".

وكان العبادي قد أعلن أخيراً أنّه لن يتم تسلّيح العشائر من قبل الحكومة العراقية إلّا  ضمن منظومة الحشد الشعبي، وتحت إشراف القوات الأمنية العراقية، بحسب السياقات المتبعة حالياً فقط.

وتُتّهم الحكومة العراقية بـ"الكيل بمكيالين" مع الطوائف العراقية، خصوصاً بعد تسلّيحها لمليشيا "الحشد الشعبي"، وتركها العشائر تواجه مصيرها مع "داعش" بلا سلاح.

وتشهد المحافظات التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" أوضاعاً مأسوية، فضلاً عن نفاد السلاح بيد من بقي من أهالي تلك المحافظات، لمواجهة التنظيم. كما لم تصلهم أي إمدادات من الحكومة.

وتلاقي ظاهرة "الحشد الشعبي" رفضاً واسعاً في الأوساط السياسية والعسكرية وفي الشارع العراقي، وبدا تأثيرها واضحاً في أداء المؤسسة العسكريّة، التي فقدت مركزيّة القرار وساد فيها عدم الانضباط.

وكان النائب عن "التحالف الكردستاني"، شوان محمد طه، قد أكّد لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحشد الشعبي هو شرعنة مليشيات، وإرهاب باسم الدولة، وأنه بوجوده أصبح المواطن يعاني الإرهاب من جهة والحشد الشعبي من جهة ثانية، الأمر الذي أثّر على واقعنا الأمني، وعلى حياة المواطن العراقي بشكل سلبي". ودعا طه "القائد العام للقوات المسلّحة أي العبادي إلى حلّ هذه المليشيات، وإنقاذ المواطنين من سطوتها".