ما هو ذنبنا

02 يوليو 2015
أخبرتني بأنها لا تعرف مصيرها بالنسبة للسنة الدراسية(فرانس برس)
+ الخط -
شاءت الأقدار أن انتقل إلى دولة قطر للعيش، بعد تلقي والدي عرضا للعمل هناك. ومن حسن حظي وجود مدرسة تونسية في هذا البلد الشقيق.

زاولت دراستي بصفة طبيعية وكنت متفوقة، وهو ما أظهره دفتر إعدادي الذي استلمته مع نهاية السنة الدراسية.

عدت إلى البيت والفرحة لا تسعني لأزف البشرى إلى والدي، ثم هرولت مسرعة للاتصال بأقرب الناس إلى قلبي وهي صديقتي سارة في تونس.


سقت لها الخبر وأنا متيقنة من تفاعلها الإيجابي مع النتيجة التي أحرزتها، لكن مع الأسف خاب ظني وذبلت من رد فعلها الذي كان مخالفا لما عهدته منها.

حاولت أﻻ أكترث للأمر في البداية، ولكن فضولي دفعني إلى الإصرار لمعرفة سر هذا التحول المفاجئ. فأخبرتني بأنها إلى اليوم لا تعرف مصيرها بالنسبة للسنة الدراسية هذا العام، وذلك بسبب إضراب المعلمين ودخولهم في لعبة ليّ الذراع مع وزارة التربية والتعليم، وتم تصعيد الخلاف إلى حد تهديدهم بعدم إجراء الامتحانات. حاولت التخفيف عنها وتمنيت أن يتم تطويق هذا الخلاف في أقرب وقت ممكن.

وبعد المكالمة تساءلت في قرارة نفسي ما هو ذنب هؤلاء التلاميذ الأبرياء الذين كانوا ضحية لخلافات كان من الممكن تلافيها، وما هو ذنب أولياء الأمور الذين لا يعرفون مصير أبنائهم؟
أسئلة عديدة ظلت تخامرني، والقاسم المشترك بينها هو ضرورة البحث عن حل للخروج من هذه الأزمة التي خرج منها التلميذ خاسرا وحيدا. وبعد أيام تلقيت مكالمة هاتفية من صديقتي تخبرني خلالها بأن الوزارة اتخذت قرارها في إنجاح كل التلاميذ.

فرحت لهذا الحل المؤقت الذي كان في اعتقادي قرارا مثيرا للجدل لا يمكنه حل الأزمة بشكل قطعي، ولكنه ربما كان الخيار الوحيد للعثور على مخرج من هذا المأزق.

*13 سنة تونس

(تونس)
المساهمون