يتوجه وفد فلسطيني مكون من 135 شخصاً، اليوم السبت، إلى مصر عبر معبر رفح البري، للمشاركة في "الندوة الحوارية" الخاصة، المقرر انعقادها على ثلاثة أيام بدءاً من يوم غد الأحد، بتنظيم المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، كغطاء "للقاء الوطني" الذي كان يخطط لإطلاقه القيادي المطرود من حركة "فتح"، محمد دحلان.
وأوضحت معلومات حصرية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المركز المنظم للندوة يرتبط بدائرة المعلومات في جهاز المخابرات العامة، كما له خط اتصال بمكتب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الذي يشارك في الندوة كضيف رئيسي".
وتُظهر قائمة الأسماء التي انتشرت للمدعوين على وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ العدد الأكبر منهم موالٍ لدحلان، فيما عُززت القائمة بقياديين موالين للرئيس محمود عباس، لتفادي الحرج، وإضفاء صفة الرسمية عليه، لكنّ أحداً منهم لن يحضر اللقاء. ومن بين المدعوين خبراء ومحللون سياسيون من غزة، وصحافيون محسوبون على عباس، ولكنّهم اعتذروا عن عدم الحضور.
في المقابل، ذكر قيادي في "فتح"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحركة في غزة توجهت إلى اللجنة المركزية والمجلس الثوري، للاستفسار منهم، بعدما وصلت الكثير من عناصر الحركة المهمين في المواقع الرسمية دعوات من المركز القومي".
وشدد القيادي على أنّ "الحركة ترفض، من حيث المبدأ، المشاركة في مثل هذه الأعمال الدحلانية، وأنها ستعاقب كل من شارك فيها بصفته الرسمية أو حتى الشخصية، لأنّها ندوة مشبوهة".
بدوره، قال المتحدث باسم حركة "فتح"، أسامة القواسمي، قبل يومين، إنّ "أي لقاءات أو مؤتمرات يراد منها مناقشة القضية الفلسطينية وإعادة بناء حركة فتح، يجب أن يتم الترتيب لها مع المؤسسات الرسمية للشعب الفلسطيني والمتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وفتح، وأن أيّة مناقشة حول إعادة بناء حركة فتح يجب أن تمر عبر قيادة الحركة وأطرها الرسمية فقط".
وأكد القواسمي أنّ "حركة فتح لم تخول أحداً بالحديث نيابة عنها، وما يحاول أن يقوم به المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أمر مرفوض، وتدخّل في شؤوننا الداخلية، وما ينتج عنه باطل وغير شرعي".
وكشفت المصادر لـ"العربي الجديد"، أخيراً، أنّ "دحلان حصل على وعد من أجهزة الأمن المصرية المسؤولة عن إدارة معبر رفح بفتح المعبر بشكل استثنائي، للسماح بمرور قيادات الحركة المحسوبين عليه للمشاركة في المؤتمر"، مشيرةً إلى أنّ "جماعة دحلان وجّهت الدعوة عبر مركز بحثي يرعى المؤتمر".
وأدخل دحلان تغييراً على شكل إقامة المؤتمر، بتنظيمه تحت رعاية مؤسسة بحثية، لرفع الحرج عن قيادات الحركة الذين يشاركون من غزة والضفة الغربية، بعدما كانت الدعوة السابقة للمؤتمر قبل تأجيله لمنح فرصة أمام بعض تحركات قيادات الحركة، تمثل اجتماعاً للمعارضين من أبناء الحركة لتيار عباس.
ولم تنجح مساعي النظام المصري الحالي، برئاسة عبد الفتاح السيسي، في عقد مصالحة بين الرئيس الفلسطيني ودحلان، حتى اﻵن.