ليس لي قلبان لكي أكون معتدلاً

21 يونيو 2016
(محمد إحسائي "1939"/ إيران)
+ الخط -

1
مثل يعسوب على جدار الخيال جلستُ وبريّتي في طيّ الماء صارت ذهنيّة. ظننتُ أن الريح سوف تمزّقُ شراع سفري الأبيض ــ أعني قميصي ــ
لكن شموخ الرمل ــ هذا المتموّج
في دلتا المطر الواضح
أنشد أساطير النوم
وأنا في دائرة الخوف
رأيت ليلى بدون وبر الشمس
تهرب ثابتة على صفحة الصحراء.


2
الخط العادي للظهيرة يفقد لونه
وسرداب القصب
الممتلئ من الظلام ينقش شهادة المطر على هجوم الصرخة الذهنيّ
دون هبوط عن غطاء السقف
في غسيل اللون الدائم
مع أول ناقوسك أنت
في انكسار السفر كان الطيران عموديًا.


3
مثل يدٍ مقطوعةٍ كان الفصل يضطرب
وأنا تنفست في دم أشجار البقس
لكي أنبت أعمدة العود
من رماد وحدتي.
أيها الزمن الذي تصقلُ كلمات السفر بتحية مطر الأرواح
إنني أعرف أن الشمس شهيدة الظلمات.


4
الوقار الأول نسي نقوش يديك في كثافة رائحة الخشب
ودفترُ الميناء تم إغلاقه
في هوامش البرية
حين كنتُ جبريلك في موشور الظلام
وقلبي في قطيع اليعاسيب
تأخـر عن كثافة السطور.
أقول بدون تمتمة إن الريح هائمة في انحناءات الخريف.


5
وعندما ينحني غربالُ قميصي في السديم إلى الخريف
يتحول السفر في يدي إلى دودة قز
ويضيء مثل الجنون
وفي تخوم كلامك أضطرب أيها العروج، أيتها الريح.
ليس لي قلبان لكي أكون معتدلاً
وأستطيع أن أنوح في سكتة اللون الأزرق مع الميلاد والثلج وأنقاض عين الذئب
الليالي
البنادق
في غلاف أخضر
ذبح ثمة طيور
وسماء صغيرة من رياش
وشعلة تعلو في النقصان
والروح وهي فارغة عن بيات الكذب
تكتب بثقة على راحة اليد
ذكرى الجمر.
تذكّرْ الأمس وهو في اقتحام الزوايا
تسرح عيونه المحتملة
تذكّرْ الوفاء مثل مائدة تنبسط
والصبرَ الذي يجرح العواطف والعريَ
هناك
ما زال اسمي مسموعًا
في رمادك الدافئ.


* شاعر من مواليد مدينة الأهواز عام 1956.

** ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي


المساهمون