ليس رفع أصوات

29 يوليو 2015
منير فاطمي/ المغرب
+ الخط -

حين تحضر المهرجانات المخصّصة للمسرح الجامعي في المغرب، أو تشاهد عروض الفرق الشبابية ستجد نفسك في الغالب أمام نصوص مكتوبة بروح الإبداع، سواء كانت من تأليف محلي أو مقتبسة عن أعمال أجنبية. كما ستعجب بأداء الممثلين وقدرتهم على تطويع الجمل الحوارية كي تصير أشكالاً فرجوية تراها العين مثلما تسمعها الأذن.

ستشاهد في الغالب مسرحاً فيه الكثير من الثقافة والمعرفة، فمعظم العروض تواكب تطوّرات الفن الرابع، وتتقاطع مع ما يتحرّك على الركح في جلّ بلدان العالم.

لكنك بالمقابل، حين تسأل المشاهد المغربي فلن تجد لديه من أسماء الفرق والممثلين سوى ما يظهر على التلفزيون؛ هذا الجهاز الذي يقتصر مفهوم المسرح لديه على الكوميديا في شكلها البسيط، حيث الضحك والتسلية هما مضمون العرض. وحيث الحوار، الذي يعتمد على رفع الصوت باستمرار، إذ تجد الممثل يصرخ حتى وهو يهمس لزميله على الخشبة.

تتناوب الفرق نفسها على الظهور على الشاشة الصغيرة كلما تذكّر أهل هذه الشاشة فنّاً اسمه المسرح، وهي فرقٌ تتنافس في الغالب على إضحاك الجمهور، فالعرض الناجح هو الذي يُضحك المشاهدين أكثر من بقية العروض.

معظم الممثلين القدامى والمخضرمين في "فِرق التلفزيون" مستمرّون في رفع أصواتهم على الخشبة وجمهورهم أيضاً مستمر في الضحك، متناسين جميعاً أن المسرح ليس الصراخ والقهقهة فحسب.

المساهمون