ليبيا: تظاهرات ضد قرار البرلمان استدعاء "التدخل الخارجي"

خرجت تظاهرات حاشدة، اليوم الجمعة، في عدد من المدن الليبية، رفضاً لطلب التدخل الدولي، على خلفية دعوة البرلمان الليبي، المنعقد بطبرق، الأمم المتحدة، الى دعم عملية ما يُسمى "فجر ليبيا" في طرابلس، المعارضة للواء المتقاعد خليفة حفتر، ضد كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني".

ودعا المتظاهرون في مدينة زليتن، شرقي طرابلس، إلى "ضرورة تفويض الثوار لتصحيح مسار الثورة وإعادة قاطرتها إلى السكة الصحيحة". وأكدوا، في بيان، دعمهم لما يسمى بعملية "فجر ليبيا"، منددين "بما قام به مجلس النواب من استقواء بالأجنبي". ووصفوا قراره بأنه "تفريط بالسيادة الوطنية".

في المقابل، سارع مجلس النواب الليبي، إلى إصدار بيان، أكد فيه أنه "قصد بقراره دعوة الأمم المتحدة للتدخل في ليبيا، الضغط على الأطراف المتقاتلة في طرابلس وبنغازي، بعد عدم استجابتها لقرار وقف إطلاق النار". وشدد على أنه "لم يقصد بدعوته للأمم المتحدة تدخلاً عسكرياً على الأرض".

من جهة أخرى، نفى منسّق إدارة الإعلام في مجلس النواب، محمد التومي، منع أي صحافي أو وسيلة إعلام من تغطية أخبار مجلس النواب، بعد أنباء تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي عن منع وسائل إعلام محدّدة من نقل أخبار المجلس. وأوضح أنّ "أخبار مجلس النواب تصدر عن مكتب الرئاسة، وينقلها المكتب الإعلامي للمجلس إلى وسائل الإعلام".

في سياق آخر، عاد عدد من نواب الجنوب في البرلمان الليبي، على متن طائرة إلى مطار براك المحلي، بجنوب ليبيا. ويشير هذا التطور، وفق مراقبين، إلى بداية تفكّك مجلس النواب، بعد إصداره قرارات تطلب من الأمم المتحدة التدخل العاجل والفوري في ليبيا، وحل التشكيلات المسلحة من دون التمييز بين تلك التي تمارس دوراً ميلشياوياً، وتلك التي تنصاع لأوامر رئاسة الأركان العامة.

ميدانياً، تعرضت مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، لقصف عشوائي، طاول أحياء "القوارشة" و"الهواري" و"سيدي فرج"، انطلق من مناطق "بنينا" و"الرجمة"، حيث تسيطر قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ما أدى إلى أضرار مادية.

على الصعيد الإنساني، أعلن رئيس لجنة الأزمات والكوارث في مدينة غريان غربي ليبيا، جمال أبو شاقور، استقبال المدينة لـ 725 عائلة نازحة من العاصمة طرابلس، بسبب الاشتباكات الدائرة فيها. وأبدى استغرابه لتجاهل حكومة تسيير الأعمال، الوضع الإنساني الذي تعانيه الأسر النازحة، في حين واصلت مؤسّسات المجتمع المدني في مدينة بني وليد، جنوب شرقي العاصمة، توزيع الإعانات والمساعدات والأدوية على الأسر النازحة.

أزمة الوقود نحو الانفراج

من جهة أخرى، رجّح مسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، أن "تستأنف ليبيا تصدير النفط من ميناء السدرة الضخم في غضون أيام قليلة، بعدما ظل الميناء مغلقاً لنحو عام بسبب احتجاجات".

ووصلت إلى ميناء طرابلس باخرة محملة بأربعة عشر مليون لتر من البنزين عن طريق شركة البريقة لتسويق النفط والغاز. وتوقعت لجنة أزمة الوقود في المجلس المحلي في طرابلس، انفراج أزمة الوقود وأسطوانات الغاز في العاصمة.