استمع إلى الملخص
- بدأت المبادرة في شمال قطاع غزة وانتقلت إلى دير البلح بعد النزوح، حيث تعالج المرضى دون مقابل وتشتري المستلزمات الطبية بمساعدة والدها.
- تواجه رباب تحديات نقص الإمكانيات الطبية وارتفاع عدد الحالات، لكنها تواصل تقديم خدماتها رغم الظروف القاسية واستهداف المستشفيات.
أطلقت الممرضة الفلسطينية رباب حلاوين (28 عاما) مبادرة "بوصلّك لخيمتك"، إذ تذهب بشكل يومي إلى خيام النازحين في دير البلح وتقدّم العلاج للمرضى منهم، في خطوة تهدف للتخفيف عنهم، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة والقاسية التي يكابدونها جراء الحرب واستهداف المستشفيات والنزوح والتهجير القسري.
تقول رباب حلاوين لـ"العربي الجديد" إنّ "هذه المبادرة كانت في البداية في شمال قطاع غزة، إذ كنت أقدم العلاج للسكان في منازلهم، ولكن بعد النزوح إلى دير البلح وسط القطاع وعدم وجود بيوت للنازحين، واصلت عملي في مساعدة المرضى داخل الخيام"، معتبرة أن "هذه الخطوة خففت عنهم كثيرا، كما طالبت بمزيد من المبادرات في هذا الصدد".
تضيف: "بعد 50 يوما تركنا الشمال وتوجهنا إلى وسط القطاع، وجدت أنّ هناك نقصا كبيرا في الإمكانيات الطبية مع ارتفاع أعداد المصابين، وعدم قدرة الكثير منهم على الوصول إلى المستشفيات، لذلك أطلقت مبادرة لعلاج النازحين في الخيام، وأقوم بمساعدة والدي بشراء المستلزمات الطبية الخاصة بعلاج المرضى والجرحى".
رباب حلاوين: أعالج النازحين دون مقابل
وتتابع حلاوين: "أعيش الآن في خيمة وأمارس عملي وأقدم الخدمة الطبية للمرضى، لقد قمت بترتيب حقيبة طبية تضم مختلف الأدوات الطبية التي أحتاجها، وأعالج النازحين دون مقابل مادي، وهدفي من خلال هذه المبادرة هو المساعدة، ومحاولة التخفيف عنهم في ظل الحرب المستمرة، الحرب على قطاع غزة لم تشمل سكانه فقط، بل طاولت المشافي والمرافق الصحية في مختلف مناطقه، فقد شهدت تهديداً وإخلاء وقصفاً مباشراً لها أو في محيطها وقتل العاملين فيها وقصف سيارات الإسعاف بمن فيها، وتلك التي تنقل المرضى والمصابين والجرحى، وفي مرحلة لاحقة تدمير مزيد من المستشفيات في قطاع غزة".
تواجه رباب حلاوني مشكلة تكمن في قلة الإمكانيات والمستلزمات الطبية التي تحتاجها، لا سيما مع ارتفاع عدد الحالات التي تحتاج إلى علاج، مؤكدة أنها تبذل قصارى جهدها بما توفر لديها من إمكانيات. وتوضح أنها ستواصل تقديم خدماتها الطبية للمرضى المصابين والجرحى.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد يومين فقط من بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خرج مستشفى بيت حانون في شمال غزة عن الخدمة، تلاه أمر من الاحتلال بإخلاء المستشفيات من المرضى والعاملين، وإفراغ المرافق الصحية المختلفة في مدينة غزة وشمالها، الأمر الذي رفضه العاملون في القطاع الصحي الذين أصروا على الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية والطارئة.
ودُفع السكان إلى التوجه إلى جنوب القطاع في محاولة لتهجيرهم، وتباعاً جرى قصف المستشفى المعمداني، وتهديد محيط بعض مباني المستشفيات الأُخرى وتطويقها وقصفها، مثل مستشفى الشفاء، أكبر المشافي في القطاع، بالإضافة إلى مستشفى العودة والإندونيسي وغيرهما، في محاولات من الاحتلال الإسرائيلي لتفريغ المستشفيات والمرافق الطبية، وإجبار الناس على النزوح والتشريد، ومفاقمة المعاناة الإنسانية لسكان غزة.