ليبيا: تصاعد الخلافات في صفوف قوات حفتر

02 نوفمبر 2016
بدأ عدد من الضباط يجاهرون بالمعارضة لحفتر (فرانس برس)
+ الخط -

روجت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقرّبة من قيادة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، خلال الأيام القليلة الماضية، شائعات تتعلق بإصابته بـ"جلطة دماغية"، وأنه يتلقى العلاج في مستشفى بالأردن، لكن هذه الشائعات كذّبها حفتر بظهوره، يوم أمس، بالعاصمة الإماراتية في زيارة رسمية لها.

واعتبر مراقبون للوضع في ليبيا أن الشائعة جاءت للتعمية على الفوضى التي تسود صفوف قوات حفتر وإشغال الرأي العام عنها، بالتوازي مع أنباء عن قرب "تشكيل غرفة عسكرية لتحرير موانئ النفط"، بإشراف وزارة الدفاع التابعة للمجلس الرئاسي.

وتداولت وسائل إعلام ليبية محلية تسريبات عن بدء وزير دفاع حكومة الوفاق، المهدي البرغثي، بتشكيل غرفة لعملية عسكرية تهدف إلى تحرير موانئ النفط عند زيارته، يوم أمس، لقاعدة "الجفرة" العسكرية، إذ تتوارد معلومات عن وجود بقايا قوات رئيس حرس المنشآت النفطية، إبراهيم جضران، والذي انتزع منه حفتر الشهر الماضي السيطرة على منطقة الهلال النفطي.

وأفاد مصدر عسكري من طبرق، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، بأن "فوضى حقيقية تسود صفوف حفتر، فهناك عدد من الضباط بدأوا في المجاهرة بالمعارضة لحفتر، بعد تعيينه آمراً جديداً لكتيبة الدبابات ببنغازي، وبديلا عن آمرها السابق المهدي البرغثي، منافسه المعروف على موقع وزارة الدفاع".

وقال إن "الفوضى امتدت لصفوف السياسيين، فهناك مطالب من نواب بالبرلمان مقربين من البرغثي بضرورة إقالة رئيس الحكومة عبد الله الثني والتحقيق معه في قراراته مؤخرا"، مبيّناً أن "هذه القرارات تتعلق بإقالة وزير الداخلية محمد الفاخري واعتقال العميد سالم قادير، وهو ضابط بارز ومقرب من البرغثي".

وكشف المصدر نفسه، عن غياب مريب لعدد من الشخصيات المقربة من حفتر، من بينها رئيس القوات الجوية التابعة لحفتر، صقر الجروشي، لافتاً إلى أن "الرجل لم يعد يحضر حتى الاجتماعات ولا يعرف أين هو".

ونقل المصدر عن قيادات مقربة من حفتر، ارتباط الأخير بالعناصر الفرنسية التي قضت في سقوط طائرة في سماء مالطا الأسبوع الماضي، مضيفا أنه "لم يتضح شكل العلاقة، لكن المرجح أن من بين القتلى ضباطا وعناصر ليبيين مقربين من حفتر لا يزال يتحفظ على أسمائهم".

ولفت إلى أن "الموقف الفرنسي تغيّر كثيرا، ولم تعد باريس راغبة في دعم حفتر، فقد قضى ثلاثة عناصر من قواتها الشهر الماضي بالقرب من بنغازي، وفقدت الأسبوع الماضي خمسة آخرين وحفتر الآن بالإمارات للبحث عن حلول، كونها هي من مولت الوجود الفرنسي إلى جانب حفتر".

وتابع المصدر العسكري أن "الاضطراب كبير في بنغازي، وبكل تأكيد له علاقة بالمستجدات المتعلقة بعناصر ليبية قضت مع فرنسيين في مالطا، بالإضافة لخطأ حفتر إقصاء البرغثي من بنغازي دون اعتبار حلفائه من الضباط الموالين في بنغازي".

وكان رئيس أركان قوات حفتر، عبد الرزاق الناظوري، قد أعلن في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، عن قيام عناصر تابعة لقوات حفتر بـ"تحركات مشبوهة"، متوعدا "رأسها المدبر بالعقاب القريب"، دون أن يسمه، وقال في تصريحات صحافية: "أي تحركات سيتم قطع دابرها وسيتم القبض عليهم في الأيام القادمة".

كما حذر رئيس حكومة البرلمان عبد الله الثني من وجود تحركات مشبوهة بـ"قصد زعزعة صفوف الجيش من الداخل"، في إشارة إلى "الخلافات الحاصلة في صفوف قوات حفتر".

يشار الى أن بنغازي، الساحة الرئيسية لمعركة حفتر، تعج منذ أكثر من أسبوع بمشاهد التفجيرات والاغتيالات لمؤيدي ومعارضي الجنرال المتقاعد.





المساهمون