ليبرمان يطالب باحتلال غزة ويروّج لـ"مبادرته" عن السلام!

29 يونيو 2014
حديث ليبرمان للاستهلاك الداخلي (نضال أشتيه/الأناضول/getty)
+ الخط -


دعا وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف، أفيغدور ليبرمان، في مقابلة مع الإذاعة العسكرية صباح اليوم الأحد، إلى دراسة احتمال إعادة احتلال قطاع غزّة كاملاً في حال تواصل إطلاق الصواريخ من غزّة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال ليبرمان "علينا أنّ نقرّر، هل نقبل الوضع الحالي أم نتجه نحو الخيار الثاني، وهو إعادة احتلال قطاع غزّة كاملاً، فقد تبيّن أنّ الحملة المحدودة لا تؤدي سوى إلى تعزيز وتقوية حركة حماس، لذلك فإنّ الخيار أمامنا واضح". 

وأشار ليبرمان خلال المقابلة إلى أنّه يعتزم أن يعرض على وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، خلال لقائه اليوم، المبادرة التي وضعها للتسوية في الشرق الأوسط. وتقوم "مبادرة ليبرمان" على أساس أن الصراع ليس محصوراً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل مع العالم العربي بأكمله، وبالتالي يجب أن تتطرق التسوية إلى العلاقات مع العالم العربي، وأيضاً حل مسألة الفلسطينيين في الداخل.

وبحسب ليبرمان، فأن هناك دولاً عربية معتدلة باتت تدرك اليوم أن الصراع ليس بينها وبين إسرائيل، وإن الأخيرة ليست مصدر التهديد لها بل إيران، بحسب ليبرمان، وبالتالي "يجب إقامة علاقات مع هذه الدول المعتدلة دون أن يكون ذلك مرهوناً أولاً بالتوصل لتسوية مع الفلسطينيين".

وردّاً على سؤال حول المبادرة العربية التي تقدمت بها السعودية في العام 2002 خلال قمة بيروت وتنص على التطبيع مقابل السلام، أجاب ليبرمان أن المبادرة العربية تقوم على مرحلتين، وهي حل الصراع الفلسطيني أولاً، ثم إقامة علاقات مع باقي الدول العربية، معتبراً أنّ هذا الأمر ليس مقبولاً، ولا يمكن القبول به بسبب اشتراط المبادرة العربية فرض حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو شرط قال إنّه مرفوض ولا يمكن القبول به.

وأشارت الإذاعة العسكرية إلى أن ليبرمان سبق له وإن عرض مبادرته على الجانب الأميركي، لكنها لم تشر إلى موقف واشنطن منها، فيما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن ليبرمان يعتزم شن حملة دبلوماسية وإعلامية للترويج لمبادرته الجديدة.

وليبرمان معروف بعدائه الشديد للفلسطينيين، وتقوم مبادرته على ثلاثة أطراف يجب تسوية العلاقات معها وهي: الدول العربية المعتدلة، والفلسطينيون، وفلسطينيو الداخل. ويرى وجوب تشديد قبضة حكومة الاحتلال في تعاملها مع الفلسطينيين في الداخل ومحاصرة نشاطهم السياسي والاجتماعي والزامهم بإعلان الولاء لإسرائيل، والضرب بقوة كل تظاهرة يقومون بها، كما جرى يوم الجمعة في تظاهرة أم الفحم، إذ طالب ليبرمان وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، (من حزبه) بالتعامل مع المتظاهرين بحزم وقوة شديدين.

ورغم أن "نظريات" ليبرمان هذه ليست جديدة، غير أنها المرّة الأولى التي يطلق فيها عبارة "مبادرة" على مواقفه العامة، ويضعها في قالب "متكامل ومنظم"، حسب تعبيره، وهو ما يشير عملياً إلى قرار بالعدول عن انتظار وتلقي طروحات الحل التي يعلنها "الليكود" واليمين الإسرائيلي، وقد تكون خطوة تمهيدية للانتخابات الإسرائيلية المقبلة، التي ذكرت صحف إسرائيلية مختلفة في الفترة الأخيرة، عن احتمالات إجرائها في العام المقبل، في حال تفاقمت التناقضات داخل الائتلاف الحكومي الحالي.

المساهمون