لورينزو إنسيني...ساحر الجنوب

06 فبراير 2016
إنسيني نجم متألق في إيطاليا (العربي الجديد)
+ الخط -

يعيش جمهور نابولي أجمل أيامه الكروية منذ رحيل مارادونا، خصوصاً بعد مواصلة زعيم الجنوب تصدر البطولة الإيطالية، تاركا يوفنتوس والبقية في المراكز الأخرى، ليؤكد ساري ورفاقه أن هدفهم ثمين جداً هذا الموسم، السكوديتو ولا شيء غيره، بعد أن أصبح الحلم واقعاً ملموساً، والوصول إليه ليس بالأمر المستحيل، على الأقل حتى هذه اللحظة.

يصل الفريق الجنوبي إلى مرمى الخصوم عن طريق الأرجنتيني هيجواين جونزالو مختلفاً هذا الموسم، لا يرحم أمام الشباك، ويتصدر بجدارة ترتيب الدوريات الكبرى برصيد 23 هدفاً، لكن اللاعب اللاتيني ذو الأصول الإيطالية ليس الفارق الوحيد، لأن هناك لاعب آخر، من الصعب الكشف عن طفرة نابولي، من دونه.

إنسيني
يتم المزج بين كرة القدم وكرة السلة في بعض المفردات الفنية، كمصطلح "الـدوبل دوبل"  "Double Double" ، الذي يحصل عليه اللاعب بعد تحقيقه الرقم 10 أو أكثر في اثنتين من هذه المهارات كمثال "نقاط، متابعة، أسيست، سرقة كرة، حجز، وخلافه"، وفي عالم الإحصاءات الكروية، يتم مناداة اللاعب الذي يصل إلى الرقم 10 في التسجيل والصناعة باسم محقق مفهوم "الدوبل"، وإنسيني واحد من بين هؤلاء.

سجل إنسيني مع بينيتيز، في الموسم الماضي، هدفين فقط بالدوري، مع صناعته ثلاثة أهداف، لكن مع ساري الأمر مغاير وممتع، لأن الجناح المهاري وصل إلى 10 أهداف مع 10 "أسيست" في 22 مباراة بالكالتشيو، ليحصل على أفضلية مطلقة بين متابعي التكتيك في بلاد الباستا، ويضع نفسه كنسخة مصغرة من دييجو الأسطوري، على الأقل من وجهة نظر شعب الجنوب.

صنع لورينزو، أيضاً، 47 فرصة كاملة للتسجيل، مع 34 مراوغة صحيحة، هو لاعب بدرجة فنان رفيع المقام، لأنه لا يكتفي بالنجاعة التهديفية، بل يساهم باستمرار في إضافة الصبغة الجمالية لأسلوب لعب نابولي، ويتمرد بوضوح على تقاليد اللعبة في إيطاليا، حيث أن الموهبة تفوق التكتيك في بعض الأحيان، والقصير المكير خير دليل.

الجناح المقلوب
يلعب نابولي بطريقة لعب 4-3-3، جورجينهو هو الارتكاز المتأخر أمام الدفاع، يعاونه ثنائي مساند بالوسط، لاعب على اليمين رفقة الإسباني كاييخون، وهامسيك على اليسار بجوار إنسيني، مع تقدم هيجواين في الأمام. ويعتمد ساري على إنسيني في فك الطلاسم الدفاعية، نتيجة مهارته الشديدة وقدرته على الاحتفاظ بالكرة في أضيق الفراغات.

خططياً، هو الجناح المقلوب الذي يبدأ المباراة على الرواق الأيسر، ويدخل باستمرار إلى منطقة الجزاء، بالقطع المفاجئ من الطرف إلى العمق، بالتعاون مع جونزالو، المهاجم الذي يفتح المساحات أمام الطرف السريع الخاطف، لذلك يسجل الفريق أهدافاً عديدة عن طريق التمريرات المتبادلة بين اللاتيني والأوروبي.

إنسيني هو ملك أنصاف المسافات، لأنه يتحرك في أدق فراغ ممكن على حافة منطقة جزاء المنافسين، عن طريق تقدم هامسيك إلى الأمام قليلاً، وفتحه لأكثر من زاوية تمرير أمام لاعب الارتكاز، ليرتاح حامل الكرة كثيراً، أمامه هامسيك وعلى يساره الظهير المتقدم، بينما يتوغل الرقم 24 بذكاء بين ظهير وقلب دفاع المنافس، مما يجعله في وضع أفضل على طول الخط، لذلك يتفوق إنسيني بالكرة وبدونها أيضاً.

الساعد الأول




في المباريات الأخيرة لنابولي، لعب الفريق المتصدر بطريقة متوازنة إلى حد كبير، مع الميل المستمر في الهجوم إلى اليسار، وكأن الملعب يميل إلى هذه الجهة عن عمد، ويعود السر بكل تأكيد إلى قيمة لورينزو إنسيني، لأنه يقود العمل الهجومي خلال المواجهات المعقدة، ويتعاون مع الثنائي هامسيك وغولام في مناطق أسفل الأطراف.

يترك إنسيني مكانه على الخط، ويدخل إلى عمق الوسط، يتحول إلى لاعب وسط رابع على مقربة من ثلاثي الارتكاز، ونتيجة هذا التحرك القاطع، يتجه الظهير المقابل إلى الداخل معه، من أجل مراقبته ومنعه من التصرف بأريحية، مما يجعل الطريق مفتوحاً أمام الجزائري فوزي غلام، من أجل الصعود إلى الثلث الهجومي الأخير، فيما يعرف بالأوفر لاب الذي يطبقه فريق ساري بنجاح.

تتجه كافة الأنظار بكل تأكيد إلى الهداف القناص، ويحصل جونزالو على مديح لا يتوقف مع كل هدف يسجله، لكن تأثير لاعب مثل إنسيني أعمق وأشمل، لأنه يزيد من غلة الفريق تهديفياً، ويدور حوله جزء كبير من أفكار المدير الفني، ومع اقتراب بطولة يورو 2016، تبدو كل الطرق متاحة لتألق هذا اللاعب، خصوصاً أنه يعتبر"نادراً" فنياً بالنسبة لجيل الأزوري الحالي!

المساهمون