لبنان: توقيف قيادي إسلامي وقتل مشغّل الانتحاريين

20 يوليو 2014
F09195BC-032E-456B-BF2B-414FDBC7EFAF
+ الخط -

وقع حسام الصباغ في كمين لاستخبارات الجيش اللبناني في شارع أبو سمراء في طرابلس، شمالي لبنان، عند منتصف ليل السبت ــ الأحد.

ويُعدُّ الصباغ من أبرز المشايخ السلفيين في المدينة. وهو قائد معنوي وفعلي لعشرات الشبان من الإسلاميين. يُسَجَّـلُ للصباغ أنه أبقاهم بعيدين عن الاشتباكات، التي تحصل داخل المدينة بين جبل محسن وباب التبانة منذ عام 2008.

يُتهم الصباغ، من قبل العديد من وسائل الإعلام اللبنانية، وعدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية، بأنه أمير تنظيم القاعدة في لبنان. ينفي الصباغ هذه التهمة عنه، كما العديد من رجال الدين في المدينة.

حسام الصباغ، رجل هادئ الطباع، متدين. لا يؤيّد أيّاً من القوى السنية التقليدية في لبنان. غادر طرابلس إلى استراليا في منتصف الثمانينيات هروباً من بطش النظام السوري بحق إسلاميي طرابلس، وعاد إليها بعد خروج الجيش السوري. تقول مصادر طرابلسيّة عدة إن لديه مجموعة عسكرية مؤلفة من نحو 300 مقاتل إسلامي. وتُعد هذه المجموعة الجناح العسكري لسلفيي لبنان.

يعدّ الكثيرون في طرابلس الصباغ أحد أعمدة الأمان في المدينة. فهو ساند الخطة الأمنية، ولم يشترك في الاشتباكات. كما أنه رفض علناً حملة إطلاق النار على العلويين أو استهداف الجيش، ثم رفض العمليات الانتحارية، ورفض مبايعة تنظيم "داعش". في السنوات الثلاث الأخيرة ارتكز عمل الصباغ على مساندة الثورة السورية، عبر جمع التبرعات والمساعدات لها.

قال الجيش اللبناني في بيانه إنه اعتقل الصباغ، وبرفقته محمد اسماعيل، وإنه مطلوب بجرائم إرهابية. لم يذكر بيان الجيش أية معلومات إضافية. وفي المعلومات المتوافرة، فإن الصباغ مطلوب بقضية تشكيل عصابة عام 2007، وقد أطلق سراح جميع الموقوفين بهذا الملف، بعد أن أمضوا سنوات حكمهم بجرم تشكيل عصابة، وثبوت أنهم لم يقوموا بأي عمل إرهابي. كما أنه مطلوب بملف أحداث طرابلس. لا تؤكد ولا تنفي مصادر الجيش ارتباط الصباغ بالتفجيرات الانتحارية التي طالت لبنان، علماً بأن الصباغ رفضها علناً.

تقول مصادر استخبارات الجيش إن اعتقال الصباغ أمر طبيعي، كونه مطلوباً بعدد من مذكرات التوقيف، وإن لا ملفات أخرى له غير المطلوب بها، ولكن "لننتظر التحقيق". وبعد اعتقال الصباغ توتر الوضع في طرابلس، لكن أعضاء هيئة علماء المسلمين عملوا على ضبط الوضع، "فنحن لا نريد أن تنزل الناس إلى الشارع، لأنها إذا نزلت لن تتركه، وتصبح هذه فرصة للدواعش للانتشار"، يقول أحد أعضاء الهيئة لـ"العربي الجديد". ويُضيف بأن الهيئة سترفع الصوت عالياً، لكنها حذرة جداً لعدم إعطاء فرصة "لداعش"، في المقابل، "تعمل الدولة وكأنها تدفع لانتشار داعش".

قبل اعتقال الصباغ بيوم، قال رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، في خطاب له خلال حفل إفطار، "ليعلم الجميع أن كل من ارتكب جرما بحق طرابلس وأهلها، وساهم في ضرب المدينة، سيبقى ملاحقا بالقانون، مهما حاول التلطي خلف ما يجري في العراق أو سورية". بعد كلام الحريري تلقى الإسلاميون في طرابلس تحذيرات من أن شيئا ما يُحضّر لهم، وله مستويان:

المستوى الأول: لم تعد السعودية قادرة على قبول أية حالة إسلامية لا تخضع مباشرةً لها. وبحسب الإسلاميين، فإن هذا سبب دعم الانقلاب في مصر، وأداء السعودية في تونس وليبيا وسورية. ويعتقد الإسلاميون أن السعودية يُمكن أن تساوم رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، في العراق لضرب الإسلاميين.
ويرى هؤلاء في زيارة الوزير، نهاد المشنوق، إلى السعودية ولقائه بالحريري تمهيداً لضربة للإسلاميين، وخصوصاً أن فرع المعلومات يعمل بشكلٍ جدي على ضرب هذه الحالة. وجاء خطاب الحريري ليُعزز هذه القناعة لدى الإسلاميين. يُضاف إلى ذلك علاقة المشنوق بحزب الله، ورغبته في تولي رئاسة الحكومة بعد الرئيس تمام سلام.

المستوى الثاني: أُعيد طرح اسم قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، لتولي رئاسة الجمهورية بشكلٍ مقبول، وعاد التداول باسمه في الصالونات السياسية. وبطبيعة الحال، فإن قهوجي في حاجة، لتأكيد جدارته بهذا المنصب، "وهذا يكون بمحاربة الإرهاب، وهو الشعار الذي يرفعه الجميع اليوم"، بحسب ما يقول أحد أعضاء هيئة العلماء المسلمين.

وفي ملف أمني منفصل، قتل فرع المعلومات منذر الحسن، المتهم بأنه زوّد عدداً من الانتحاريين العرب بأحزمة ناسفة، وذلك خلال مداهمة شقة كان فيها في مدينة طرابلس. اللافت أن الحسن كان حليق اللحية وشعره مرتب بطريقة توحي بأن حلاقاً محترفاً قام بعمله بشكلٍ جيد، وهو ما يُشير إلى انه كان يتحرك بنوع من الحرية قبل قتله.

ذات صلة

الصورة
مجزرة عين يعقوب في عكار شمالي لبنان 12/11/2024 (عمر إبراهيم/رويترز)

سياسة

تهيمن الصدمة والغضب على السكان، في بلدة عين يعقوب الواقعة في أقصى شمال لبنان، فيما يواصل مسعفون البحث بأيديهم بين أنقاض مبنى كانت تقطنه عائلات نازحة.
الصورة
غمرت المياه سيارات الإطفاء ومركبات بسبب الأمطار الغزيرة/23 ديسمبر 2023(Getty)

مجتمع

تداول مغرّدون لبنانيون مساء اليوم مقاطع فيديو وصوراً تُظهر غرق شوارع العاصمة بيروت والنفق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي، بسبب الأمطار الغزيرة.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
المساهمون